in

هبوط اضطراري لطائرة الإفريقية يثير التساؤلات حول شركات الطيران الليبية

تعرضت إحدى طائرات الخطوط الجوية الإفريقية، لخلل فني أمس الثلاثاء، أثناء اتجاهها من العاصمة طرابلس إلى مدينة الإسكندرية المصرية، وعلى متنها 84 راكبا، فاضطرت على إثره إلى الهبوط في مطار طبرق.

وانتشر الخبر كالنار في الهشيم في منصات التواصل الاجتماعي، حيث تعرضت الخطوط الإفريقية لموجة هجوم كبيرة، وهو ما اضطرّ الشركة إلى إصدار بيان توضيحي عن تفاصيل الحادثة بررتها بأنها “أمر طبيعي ويحدث في جميع شركات الطيران “، قائلة إن “التزام قائد الطائرة بالتركيز على أدق التفاصيل لضمان السلامة الجوية، جعله يتخذ قرار الهبوط لإجراء الفحوصات الفنية اللازمة”.

وأرسلت الشركة على إثرها طائرة تابعة لأسطولها من مطار بنينا ببنغازي لنقل الركاب الـ84 إلى مطار برج العرب بالإسكندرية المصرية.

طرحت هذه الحادثة عدة تساؤلات حول شركات الطيران اللييية التي تعاني منذ سنوات من الحصار الجوي وقلة الإمكانات.

حادثة اختطاف
هذه ليست المرة الأولى التي تتصدر فيها شركة الخطوط الإفريقية للمحتوى الرقمي داخل ليبيا، حيث مثلت حادثة اختطاف طائرة الخطوط الإفريقية سنة 2016، المتجهة من مدينة سبها إلى العاصمة طرابلس، دائرة اهتمام تخطت ليبيا، بعد قيام شابين ادّعيا انتمائهما للنظام السابق ” نظام العقيد الراحل معمر القذافي”، باختطاف الطائرة وتوجيهها إلى العاصمة المالطية فاليتا، قبل إلقاء القبض عليهما وإيداعهما السجن آنذاك.

خسائر كبيرة
قطاع الطيران في ليبيا تعرض للخسائر مالية عديدة، حيث كان حجم الخسائر المالية لشركة الخطوط الجوية الإفريقية 800 مليون دينار، جراء الاضطرابات الأمنية التي شهدتها ليبيا، خلال الأعوام 2011، 2014، 2019، فيما مثلت خسائر شركة الخطوط الجوية الليبية، على فترات متلاحقة، أزمة مالية كبيرة للشركة، حيث شهد عام 2018 خسائر بقيمة 273.5 مليون دينار، تبعتها خسائر مالية أخرى خلال عام 2019 بقيمة 340 مليون دينار، وفقاً لتقارير لديوان المحاسبة.

خسائر الخطوط الجوية داخل ليبيا لم تقتصر على الأسباب الأمنية فحسب، مع تفشي فيروس كورونا تكبدت شركات الطيران الليبية خسائر مالية تجاوزت 461 مليون دينار ، أما فيما يخص آثار جائحة كورونا على أعداد الموظفين فقد اقتصرت تلك الآثار على موظفي شركات الطيران الخاصة فقط.

تأثير الانقسام السياسي
تكرر الأزمات الأمنية بالتزامن مع الانقسام السياسي داخل البلاد، جعل من عملية تطوير قطاع الطيران في ليبيا، يسير بشكل بطيء أو يكاد أن يكون متوقف في عديد السنوات، فيما شهدت السنتين الأخيرتين تطورا ملحوظا بقطاع الطيران مع تحديث البنية التحتية داخل عدد من المطارات بالبلاد، إلى جانب انفتاح دولي للتعاطي مع ليبيا في قطاع الطيران، وعودة بعض من الخطوط الجوية العربية والأجنبية للعمل من داخل مطارات ليبيا، بالمقابل يظل تذبذب العامل الأمني في البلاد أحد أهم الأسباب التي تهدد استقرار قطاع الطيران الليبي وإمكانية إحداث خطوات تطويرية بالبنى التحتية الخاصة به.

بارقة أمل
وشهد أكتوبر الحالي عودة عبور عدد من طائرات الخطوط الجوية العربية عبر المجال الجوي الليبي، حيث ذكر مندوب الطيران المدني بمؤتمر السيادة الجوية، حسن حريويدة، في تصريحات صحيفة، أن شركات خطوط جوية من الإمارات وتركيا ومصر، تحصلت على تصاريح عبور في المجال الجوي الليبي، بعد أن كان مغلقا بشكل شبه كلي منذ سنة 2011، باستثناء عبور الطائرات العسكرية والرحلات ذات الطابع الأمني البحث لعدد من الدول الأجنبية.

عودة تشغيل الرحلات إلى ليبيا
آخرها كانت الخطوط الجوية الأردنية، كما شهدت المطارات الليبية استئناف عدد من الخطوط الجوية العربية لرحلاتها من وإلى ليبيا، حيث عادت الخطوط التونسية إلى الأجواء الليبية سنة 2021، بعد انقطاع لما يقارب 7 سنوات، بينما شهد العام 2022 إعلان شركة مصر للطيران إعادة افتتاح مكتبها بالعاصمة طرابلس بعد توقف استمر 8 سنوات، فيما شهد أبريل 2024 إعلان الخطوط التركية استئناف رحلاتها من وإلى ليبيا، بعد تعليق رحلاتها إلى ليبيا منذ يناير 2015 بسبب تدهور الوضع الأمني بالبلاد، بينما تسعى السلطات الليبية في الشرق والغرب الليبي إلى تشجيع بقية شركات الطيران إلى استئناف رحلاتها من وإلى ليبيا في المستقبل القريب.

كُتب بواسطة KR

تقارب اقتصادي وسياسي تركي مع المنطقة الشرقية.. هل يسهم في حلحلة الأزمة الليبية؟

من واشنطن.. “عيسى” يؤكد أن أولوياته حل أزمة السيولة واستقرار سعر الصرف