في الوقت الذي خرجت فيه القوانين الانتخابية إلى النور بعد أن أصدرها مجلس النواب وسلمها للمفوضية الانتخابية، أعلن المبعوث الأممي الى ليبيا عبد الله باتيلي مبادرة جديدة للاتفاق على تسوية سياسية، وبدأ سلسلة اجتماعات مع الأطراف المعنية بالأزمة الليبية.
مبادرة باتيلي لم تتضمن أي تفاصيل أو بنود، في حين يرى مراقبون أنها لن تأتي بجديد؛ لأن المبعوث الأممي أعلن مبادرة سابقة، في مارس الماضي، لتشكيل فريق ليبي رفيع المستوى للانتخابات بتشجيع من الأمم المتحدة، لاستكمال تقدم العملية الديمقراطية والجمع بين الفرقاء السياسيين، لكن المبادرة لم ترَ النور.
خطوط عريضة
وتنص مبادرة باتيلي، حسب ما وردت في إحاطته الأخيرة أمام مجلس الأمن الدولي، في 16 أكتوبر 2023، على دعوة “أصحاب الشأن، ومنهم القادة الرئيسيون، إلى الاجتماع والاتفاق على تسوية سياسية ملزمة نحو عملية انتخابية سلمية، يكون عمادها حكومة موحدة لقيادة ليبيا إلى الانتخابات، وأن البعثة الأممية على استعداد لتيسير هذه العملية”.
وحظيت دعوة باتيلي بدعم فرنسا وألمانيا وإيطاليا وأميركا وبريطانيا “للعمل معًا من أجل التوصل إلى تسوية سياسية ملزمة تمهد الطريق لإجراء انتخابات وطنية وحكومة موحدة”، حسب بيان مشترك.
ليس لديه حلول
عضو المجلس الأعلى للدولة ولجنة 6+6 فتح الله السريري قال، إن باتيلي لا يملك أي حلول أو خارطة جاهزة لأنه دائماً ما يتحدث عن آلية اختيار السلطة التنفيذية ونُفاجأ أنه ليس لديه شيء.
وأضاف السريري في تصريحات صحفية، أن البعثة الأممية أصبحت غير جدية في عملها ولا تملك أي حيادية أو نزاهة في العمل، وأن “باتيلي” دائماً ما يطرح أشياء هلامية غير واضحة، والأمر كله متوقف على توافق الدول المتداخلة في الشأن الليبي بصفة عامة.
الموقف الدولي
من جانبه، أكد عضو مجلس النواب ولجنة 6+6 ميلود الأسود، أن مجلس النواب لم يتسلم أي مبادرة من “باتيلي”.
وقال الأسود في تصريح للرائد، إن من السابق لأوانه التعليق على شيء لم يقدم رسمياً لرئاسة المجلس، كما أن الأمر كله يعتمد على الموقف الدولي ومدى دعمه لأي حل.
أداء بطيء ومرتبك
الكاتب الصحفي علي أبوزيد رأى أن “باتيلي” لا يعمل وفق رؤية أو خطة في ليبيا، وأن مبادرته التي لم يعلن تفاصيلها لن تأتي بشيء جديد.
وأضاف أبوزيد، في تصريح للرائد، أن أداء “باتيلي” البطيء والمرتبك مع الانقسام الدولي والإقليمي الذي ما زال مستمرا بشأن ليبيا لا يشجع على التفاؤل، خاصة أن هذا الوضع المنقسم تستفيد منه أطراف الأزمة المعنية بالحل، وتحاول استدامته لأطول مدة ممكنة.
