بدأت لجنة 6+6 المشكلة من قبل مجلسي النواب والأعلى للدولة لإنجاز القوانين الانتخابية اجتماعاتها لمناقشة الخلافات القانونية، التي عرقلت عملية المرور إلى الانتخابات.
لكن لم تتطرق اللجنة حتى الآن لموعد معين لإنجاز هذه القوانين في وقت تتزايد فيه الضغوطات والمطالبات الدولية والمحلية لإجراء الانتخابات نهاية 2023.
المبعوث الأممي إلى ليبيا، عبدالله باتيلي، كان قد طالب في إحاطته حول ليبيا بمارس الماضي ، على تسريع عمل لجنة 6+6 ونشر برنامج عمل اللجنة المحدد بإطار زمني، وإنجاز القوانين الانتخابية في الوقت المناسب، مشيرا إلى امكانية إجراء الانتخابات نهاية العام الحالي إذا أنجزت القوانين الانتخابية نهاية يونيو المقبل.
وفي ظل هذه المعطيات ما هي فرص نجاح إجراء الانتخابات نهاية العام الجاري ؟
توافق وتفائل
عضو لجنة 6+6 عن المجلس الأعلى للدولة فتح الله السريري قال في تصريح صحفي إن اللجنة في اجتماعات مستمرة للنقاش حول القوانين الانتخابية وهي تنطلق في النقاشات من التعديل الدستوري 13، مشيرًا إلى أن اللجنة لديها الصلاحية لاعتماد القوانين الانتخابية دون الرجوع إلى المجلسين وفق آلية التصويت التي اعتمدتها وهي الثلثان.
وأوضح السريري أنه في حال عدم حصول التصويت على الثلثين كل لجنة ترجع إلى مجلسها للتصويت على القوانين الانتخابية، ورئاستا المجلسين يقدما كافة الدعم لعمل اللجنة.
وأضاف السريري أن النقاش يتمحور الآن على مسألة مشاركة الأحزاب في الانتخابات، وهل تكون انتخابات وفق قوائم أو أفراد، وكم النسبة التي ستعطى للأحزاب، لافتا إلى أنه في ظل التوافق الحاصل داخل اللجنة والمجلسين، ستنهي اللجنة أعمالها في أقرب وقت ممكن.
كلام غير واقعي
عضو مجلس النواب صالح فحيمة قال إن الحديث عن إمكانية إجراء الانتخابات في نهاية العام الحالي، بمجرد الانتهاء من وضع القوانين الانتخابية هو كلام غير واقعي، ويظهر للرأي العام الليبي وكأنه ماكان ينقص لإتمام العملية الانتخابية في العام الماضي هو فقط عدم وجود التشريعات، وهذا الكلام غير صحيح.
فحيمة في تصريح للرائد أوضح أن المشكلة الأساسية في عدم إجراء الانتخابات العام المرة الماضية، لم تكن مشكلة تشريعية بل كانت مشكلة أمنية، ومالم تتحسن الظروف الأمنية عما كانت عليه في الموعد السابق للانتخابات، سيصعب إجراء الانتخابات نهاية هذا العام.
وأضاف فحيمة أن لجنة إعداد 6+6 قائمة بدورها كما يجب، وستستطيع بالفعل تعديل مايتم التوافق عليه بين الأعضاء في مجلسي النواب والدولة، وسيتم الوصول إلى صيغة موحدة في النقاط الغير خلافية، وإصدار هذه القوانين من السلطة التشريعية فور التوافق.
وتابع فحيمة قوله ” القول أن الانتخابات ستكون نهاية هذا العام ماهو إلا رفع لسقف الآمال والتطلعات والطموح، وهو أمر جيد وربما سيشكل ضغط على لجنة 6+6 لتنجز مايمكن إنجازه من التشريعات وإحالتها إلى مجلس النواب في الوقت المناسب ليتم التعاطي معها وفقا للتشريعات الليبية إصدارها بالشكل الصحيح.
لا بوادر لإنجاز القوانين
المحلل السياسي موسى تيهو ساي قال في تصريح للرائد إنه لا يوجد أي بوادر لحسم لجنة 6+6 القوانين الانتخابية قبل نهاية يونيو، وأن اللجنة لم تخطو أي خطوة حقيقية اتجاه التوافق على هذه القنوانين.
وأضاف تيهوساي أن هذا الأمر يتوافق تماما مع رغبة رئيسي مجلسي النواب والدولة “عقيلة صالح وخالد المشري” على الرغم من الفرصة الحالية للتوصل إلى توافق حقيقي حول القوانين.
هذا وتوقع موسى أن ترجع الكرة إلى المبعوث الأممي لدى ليبيا عبد الله باتلي مجددا للبحث عن خيارات أخرى غير واضحة.
الحد الأدنى من التوافق
وفي حوار سابق مع الرائد شدد عضو مجلس النواب عبدالمنعم العرفي على ضرورة أن ترضى لجنة 6+6 بالحد الأدنى من التوافق حول القوانين الانتخابية مطالبا بعدم إقصاء أي طرف من السباق الانتخابي إلا من أقصاه القضاء .
وقال العرفي إن الشعب الليبي أصبح واعيا بالظروف المحيطة بالبلاد وسئم المراحل الانتقالية المتلاحقة ويطمح الآن لاختيار من يحكمه ولن يسمح بمصادرة حقة في ذلك حسب تعبيره ،