in

استمرار الصراع المسلح في السودان.. ما تداعياته على ليبيا؟

يستمر الصراع الدامي في السودان ذات الحدود المشتركة مع ليبيا بين قوات الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حميدتي، فأي تداعيات للأزمة السودانية على الملفات الأمنية والسياسية في ليبيا خاصة مع ارتباط السودان بحدود ومصالح مشتركة؟

دعم أطراف ليبية

منذ الساعات الأولى للصراع السوداني بدأت الاتهامات حول ارتباط قوات حفتر بالقتال الدائر في العاصمة السودانية، خاصة أن هذه الاشتباكات جاءت بعد 4 أيام فقط من زيارة نجله الصديق وتكليفه رئيساً فخريا لنادي المريخ ولقائه بحميدتي قائد قوات الدعم السريع.

يقول الإعلامي السوداني المأمون عثمان في هذا الشأن إن زيارة نجل حفتر لم تكن فقط لدعم النادي السوداني، بل كانت لأسباب متعلقة بالحرب بإيعاز من دولة الإمارات والاستخبارات السودانية لديها معلومات عن هذه الزيارة وستكشفها في وقت لاحق.

مطار الكفرة

إلى ذلك كشف مصدر خاص لشبكة الرائد أن دولة الإمارات تستغل مطار الكفرة لنقل السلاح لدعم قوات الدعم السريع بمساعدة كتيبة سبل السلام التابعة لخليفة حفتر.

وأوضح المصدر أنه منذ اندلاع الاشتباكات هبطت في مطار مدينة الكفرة 7 طائرات إماراتية محملة بالأسلحة وبعض قوات حميدتي التي كانت تقاتل في اليمن وتولت كتيبة سبل السلام نقل الأسلحة والجنود إلى السودان، مبيناً أن بعض هذه الشحنات استهدفت من قبل طيران الأفريكوم في الحدود المشتركة بين البلدين.

مخطط روسي

رئيس الكونغرس التباوي والباحث في الشأن الإفريقي عيسى عبدالمجيد قال في حوار مع الرائد، إن النزاع في السودان مخطط له من روسيا؛ لإفشال الخطط الأمريكية الرامية لإخراج مرتزقة فاغنر من الجنوب الليبي.

وطالب عبدالمجيد السلطات في ليبيا بضرورة الوعي بخطورة الأوضاع في السودان وارتداداتها على ليبيا بالإسراع في تشكيل غرفة طوارئ لمتابعة الأوضاع في السودان، مشددا على أن المنطقة الإفريقية تنشط بها جماعات إرهابية قد تستغل هذا الوضع وتخرج الأمور عن السيطرة، وفقاً لقوله.

ويعزز مخاوف عبد المجيد معلومات كشفها تقرير بريطاني نشره موقع BBC يقول إن موسكو تتطلع لخلق جسر روسي-ليبي-سوداني، وتسعى لتزويد حميدتي بالسلاح عن طريق حليفها خليفة حفتر حتى يتمكن من مواجهة البرهان بعتاده الثقيل.

ليبيا ستتأثر

إلى ذلك تحذر الخبيرة في الشأن الليبي بمجموعة الأزمات الدولية كلوديا غازيني في تصريح لموقع BBC من أن الوضع السياسي والعسكري الهش في الساحة الليبية قد يتأثر أو يختل في حال انخرطت بعض الأطراف الدولية والإقليمية في دعم الجنرالين المتصارعين في السودان عن طريق ليبيا.

وتضيف: “تأتي معارك السودان لتضفي مزيدا من التعقيد على وضع مستعصٍ حقا فالأراضي الليبية تمتلئ بالفعل بالوجود العسكري الأجنبي”.

إفشال خطط خروج المرتزقة

وتؤكد غازيني أن المستجدات الميدانية على الساحة السودانية قد تجعل من فكرة التخلص من المقاتلين الأجانب في ليبيا أكثر صعوبة، خاصة إذا تدفق مقاتلون من الدعم السريع إلى ليبيا.

ويقول التقرير البريطاني إن الانعكاس العسكري لحرب السودان على ليبيا سيكون أمام خيارين، ففي حال هزيمة قوات الدعم السريع من الممكن أن تجد لها ملاذاً آمنا في الجنوب الليبي، وفي حال انتصارها على قوات الجيش فإن ذلك قد يعزز موقف خليفة حفتر ويدفعه لتصعيد عسكري جديد.

تحذيرات أمريكية وخطة عشرية

من جهتها، شددت الولايات المتحدة عن طريق مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى، باربرا ليف، في اتصال هاتفي مع خليفة حفتر على منع الجهات الخارجية ومن بينها مجموعة فاغنر الروسية المدعومة من الكرملين، من زعزعة الاستقرار في ليبيا أو جيرانها، بما في ذلك السودان.

أتبع ذلك إعلان السفارة الأمريكية خطة بايدن العشرية لدعم الاستقرار في ليبيا وتهديد أمريكي بفرض عقوبات على الجهات التي تزعزع أمن واستقرار السودان.

وتفترض الخطة العشرية دمجا أفضل للجنوب الليبي في كيان الدولة وقد يكون الهدف الأمريكي من هذا كبح تحركات المرتزقة التي جعلت من قاعدة تحرك لزعزعة الاستقرار في دول أفريقية عدة.

صراع دولي في المنطقة

ويرى مراقبون أن تكرر مشاهد عدم الاستقرار في الدول المحيطة بليبيا كما حدث في تشاد ويحدث السودان واستغلال جنوب ليبيا لخطط عسكرية دولية قد يحول الجنوب الليبي إلى ساحة للصراع الدولي والإقليمي بشكل أوضح.

كُتب بواسطة ليلى أحمد

بلدي طبرق يفرض غرامة مالية على حاملي السلاح و50 ألف دينار كحد أدنى لحالات القتل

إيردات شركة “آبل” في الربع الثاني من عامها المالي