تقاطع للمصالح ومشاريع متضادة في شرق المتوسط وملفات شائكة على رأسها الملف الليبي، هكذا كان الوضع السياسي بين دولتي مصر وتركيا ولكن السياسة تفترض أن لا عدو دائم ولا صديق وفي إلى الأبد .. وزيرا خارجية تركيا ومصر عقداً مؤتمراً صحفياً في العاصمة التركية أنقرة ليعلنا خلاله فتح صفحة جديدة من العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، تعزز فيها المصالح الاقتصادية للقاهرة وأنقرة ويدفع بالحل في ملفات عديدة كانت الدولتين فيها ردحا من الزمن في تضاد وخصام.
خارطة نحو الانتخابات
الملف الليبي الذي تمتد خيوط أزمته حتى القاهرة وأنقرة كان حاضراً بارزاً منذ البداية في المؤتمر الصحفي لوزيرا خارجية البلدين حيث أكد وزير الخارجية التركي تشاووش أوغلو عن عزم أنقرة والقاهرة على توثيق التعاون بشأن ليبيا.
وقال تشاووش أوغلو عقب المؤتمر الصحفي في برنامج تلفزيوني على قناة تركية محلية إنه اتفق مع نظيره المصري سامح شكري على العمل سوياً بشأن خارطة طريق تقود ليبيا إلى الانتخابات واصفاً اللقاءات الثلاثة الأخيرة بينهما بأنها كانت دافئة.
إنهاء حالة الانقسام
عضو مجلس النواب المصري أسامة الهواري في حديث للرائد قال إن التقارب المصري التركي جاء في التوقيت المناسب ليفتح صفحة جديدة من علاقات البلدين.
وأبان الهواري أن الملف الليبي على رأس ملفات المصالحة بين القاهرة وأنقرة وأن الملف الليبي فتح مباشرة بين الطرفين، مشيرا إلى أن دولتي مصر وتركيا ستعملان معاً على إنهاء حالة الانقسام في ليبيا لتكون دولة قوية في شتى المجالات.
وأضاف” مصر حريصة على عودة الاستقرار إلى ليبيا وأن تعود إلى طبيعتها اقتصاديا وتنموياً”
انتخابات برلمانية
النائب السابق في البرلمان التركي رسول طوسون في حوار مع الرائد إن التقارب بين البلدين سيعود بالنفع على المنطقة بأكملها، مضيفا أنه في حال اتفقت الدولتان لن تبقى مشكلة فى المنطقة بلا حلول لانهما يتمتعان بالقوة السياسية والاقتصادية والعسكرية.
وأبان طوسون أن الطرفان اتفقا على جوانب عديدة في الملف الليبي وعلى رأسها الحفاظ على وحدة ليبيا وإجراء انتخابات برلمانية نزيهة.
وأضاف “يمكن لأنقرة والقاهرة تغيير الواقع الليبي وممارسة الضغط على الأطراف الداخلية إذا تمكنا من ابعاد الأطراف الخارجية التي تهدف إلى إفساد العلاقات بين مصر وتركيا”
ضغوط على أطراف الأزمة
ومن جانب آخر يرى الباحث السياسي التركي مهند حافظ أوغلو أن التقارب المصري التركي سينعكس إيجاباً على الأوضاع في ليبيا إذا توفرت الظروف داخل ليبيا مبيناً أن الملف الليبي من أول الملفات التي تناولها وزيرا خارجية البلدين.
وقال أوغلو في حوار مع الرائد أنه يمكن لمصر وتركيا أن تمارس ضغوطا على أطراف الأزمة الليبية الداخلية للوصول إلى انتخابات حقيقة وبناء قاعدة للاستقرار السياسي.
ونوه إلى أن الأزمة الليبية تتركز أساسا على أطراف الداخلية والأمر متوقف على تجاوب هذه الأطراف مع الضغوطات التركية المصرية، لتحقيق استقرار مستدام في ليبيا.
توحيد الرؤى
إلى ذلك اعتبر رئيس تجمع الأحزاب الليبية عبدالله التقاز في حوار مع الرائد أن التقارب المصري التركي مهم الآن في الملف الليبي كون الدولتين من أهم الدول الاقليمية المتداخلة في الشأن الليبي، لكن يجب أن تتجه القاهرة وأنقرة بشكل فعلي لتوحيد رؤاهما حول سبل الحل للأزمة الليبية.
وأكد التقاز أن هذه الخطوة ستسهم في تعجيل الحل الليبي، باعتبار أن الأطراف السياسية الرئيسة في ليبيا منقسمة في ولائها بين الدولتين، وموقف هاتين الدولتين يؤثر بشكل كبير على المواقف السياسية لهذه الأطراف.
شرق المتوسط .. صراع قد يتقلص أو يقف عقبة أمام مصالحة البلدين
عضو مجلس النواب المصري أسامة الهواري في حديثه للرائد قال إن الصراع في منطقة حوض البحر المتوسط سيتقلص وستحدث تفاهمات كبيرة بين البلدين في هذا الملف
وأبان أن عودة العلاقات بين البلدين سيكون لها أثر عظيم على المنطقة، بأكملها وسيعود بالنفع على الدولتين و سيكون هناك حقبة من الاستثمارات تصب في مصلحة الجميع.
وفي المقابل أعرب الباحث السياسي التركي مهند أوغلو عن مخاوفه من أن يقف ملف أزمة شرق المتوسط عقبة أمام التفاهمات التركية المصرية.
وقال أوغلو ” تركيا عقدت اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع ليبيا وفي المقابل هناك اتفاق متعارض للقاهرة مع “إسرائيل ” واليونان وقبرص وبالتالي من الصعب أن تتخلى مصر عن علاقاتها مع هذه الدول ولو كان هناك اتفاق سيعقد بين القاهرة وأنقرة حول الحدود البحرية فسيتطلب سنوات من المباحثات”
دول أخرى متداخلة
قد يكون التوافق الإقليمي مابين أنقرة والقاهرة عاملا مساعداً على إنهاء الأزمة الليبية إن تجاوبت معها الأطراف الداخلية إلى جانب حلحلة مسائل عالقة بين الدولتين منها أزمة شرق المتوسط إلى جانب ذلك يبقى الملف الليبي مرهونا لدى دول أخرى متداخلة في الملف الليبي منها روسيا والإمارات اللتان تملكان قواعد عسكرية وجنودا على الأرض فأي سيناريوهات تنتظر الأزمة الليبية برأيك؟