in

فوضى وهلع.. إدانات واسعة لاشتباكات طرابلس.. وحكومة الدبيبة تكتفي بالبيانات والوعود بالملاحقة القانونية

شهدت طرابلس مساء الجمعة اشتباكات مسلحة بين مجموعات ينتمي بعضها لجهاز الاستقرار وأخرى لكتيبة النواصي ، في جزيرة سوق الثلاثاء وسط العاصمة في منطقة حيوية تضم منتزهات مكتظة بعموم الناس خرجوا للتنزه هربا من ساعات طرح الأحمال الكهربائية الطويلة.

وتداولت وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة تظهر حالة الرعب والهلع بين النساء والأطفال خاصة، أتناء تواجد هم في المناطق الخضراء وسط إطلاق نار عشوائي بمختلف أنواع الأسلحة الخفيفة والثقيلة

الاشتباكات استمرت نحو ساعتين في غياب تام لأجهزة الدولة ووزارة الداخلية حتى وصلت طلائع اللواء 444 قتال؛ لفض الاشتباكات وإخراج العائلات العالقة .

رئيس الحكومة المنتهية ولايتها عبدالحميد الدبيبة ظهر في مقطع فيديو بثته وسائل الإعلام الموالية له في ساعات الليل المتأخرة وهو يجري اتصالاً هاتفياً مع قائد اللواء 444 محمود حمزة، يستفسر خلاله عن الوضع الأمني مطالبا إياه بالقبض على المتورطين.

الاشتباكات أثارت ردود فعل غاضبة من المواطنين في مواقع التواصل الاجتماعي، ومن الفاعلين المحليين والمسؤولين، ومن الجهات الدولية ومن سفارات عدد من الدول في ليبيا.

ترتيبات أمنية

رئيس الحكومة فتحي باشاغا قال معلقاً على اشتباكات طرابلس، إن حماية المدنيين لا يمكن أن تتحقق إلا من خلال ترتيبات أمنية بإشراف البعثة؛ لإخلاء العاصمة من الأسلحة الثقيلة والمتوسطة.

وأضاف باشاغا في بيان صادر عنه، إنه لا يمكن للأمن أن يستتب دون وجود دولة تحظى سلطاتها بالشرعية الدستورية والقانونية، وهذا يحثنا على المضي قدماً نحو الانتخابات البرلمانية والرئاسية.

وأكد باشاغا حرصه الشديد على حماية المدنيين وحرمة الدم الليبي، وأرواح الأبرياء صارت مهددة؛ جراء الفوضى.

طفح الكيل

“طفح الكيل وكفى يعني كفى” هكذا علقت المستشارة الأممية “ستيفاني وليامز” على الاشتباكات في تغريدة لها على حسابها في تويتر مطالبة بحماية المدنيين والهدوء التام في كل مناطق ليبيا.

ومن جانبها عبرت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا عن القلق حول الاشتباكات المسلحة في طرابلس، مشيرة إلى أنها تلقت أنباء أخرى عن تحشيد من قبل مجاميع مسلحة مدججة بالأسلحة الثقيلة من المناطق المحيطة بطرابلس.

وناشدت البعثة الأطراف الليبية الأمنية والسياسية لممارسة أقصى درجات ضبط النفس والتحلي بصفات القيادة المسؤولة، وحل جميع الخلافات سواء على الصعيد المحلي أو الوطني عبر الحوار، بحسب بيانها.

سيدفعون الثمن

ومن جهته قال السفير الأمريكي لدى ليبيا “ريتشارد نورلاند”، إن المسؤولون عن اشتباكات طرابلس الجمعة سيدفعون الثمن من قبل الشعب الليبي والمجتمع الدولي، مشدداً على ضرورة عدم تكرار أو استمرار مثل هذه الاشتباكات أو أن تتصاعد.

المسؤولية على الجميع

السفارة البريطانية لدى ليبيا، دانت هي أيضاً الاشتباكات المسلحة التي حدثث في طرابلس، مؤكدة بأن المسؤولية تقع على عاتق جميع الأطراف؛ للحفاظ على الاستقرار.

صادم ومخزٍ

سفير الاتحاد الأوروبي في ليبيا “خوسيه سابدال” قال، إن ما حدث أمس في سوق الثلاثاء بـ طرابلس صادم ومُخزٍ، مشدداً على أن الأماكن العامة تخص العائلات، لا المسلحين.

عودة لنقطة الصفر

ووصف رئيس الحزب الديمقراطي محمد صوان، ما جرى في طرابلس من مشاهد للعائلات والمدنيين وهم يفرّون من المواجهات بشتى أنواع الأسلحة بالأمر المؤسف جداً والمخزٍي.

وقال صوان في بيان صادر عنه، إن هذه الحكومة ليس في دائرة اهتمامها ولا مقدرتها معالجة الأزمات، ولم تقدم أي رؤية لإيجاد حلول، لا في الملف الأمني ولا غيره، وهذه الحكومة من أفشل الحكومات التي مرت على ليبيا، ومزقت ما تبقى منها،

وأضاف صوان قائلاً، إننا عدنا إلى نقطة الصفر، ونُسفت كل الجهود التي بذلت في السابق تجاه تنظيم السلاح وتجفيف منابع المجموعات المسلحة.

وتابع صوان قائلاً، هذا الوضع يشكل خطراً على ليبيا والمنطقة، ويُهدد أي أمل في إقامة الدولة.

على مستوى الدولة

عضو مجلس النواب عبد السلام نصية، قال، إن ما حصل من اقتتال وترويع للمدنيين البارحة في طرابلس كان بين مؤسسات أمنية رسمية تتقاضى مرتبات من الخزينة العامة للدولة وليس مليشيات مسلحة.

وأضاف نصية في تغريدة على حسابه بموقع “تويتر”، لذا يجب أن تكون القرارات على مستوى الدولة وليس على مستوى أفراد.

بيانات متأخرة

وبعد حوالي أكثر من 15 ساعة على الاشتباكات أعلن ‏المجلس الرئاسي بوصفه القائد الأعلى للجيش الليبي، وزيري الدفاع والداخلية بحكومة الدبيبة منح مهلة 72 ساعة لتقديم تقريرهما عن الاشتباكات التي شهدتها العاصمة طرابلس، مشدداً على أن من يعرض حياة المدنيين للخطر سيعرض نفسه للملاحقة القانونية.

وبعد بيان الرئاسي أصدرت داخلية الدبيبة بيانا على لسان وكيل الوزارة قال فيه، إن الإجراءات القانونية مستمرة لملاحقة المتورطين في الاشتباكات وإحالتهم للنيابة.

توثيق الخسائر

،وبحسب مركز طب الطوارئ والدعم، فقد أصيب في الاشتباكات التي جرت ليلة الجمعة بمنطقة سوق الثلاثاء وسط العاصمة طرابلس، 4 أشخاص بينهم طفل، تم إسعافهم بمستشفى شارع الزاوية، 3 منهم إصاباتهم طفيفة خرجوا فور مداواتهم، ونقلت حالة لمصحة الاستقلال؛ لتكملة العلاج فيما أكدت مصادر مصادر صحفية مقتل شاب في المواجهات.

وطالبت مديرية أمن طرابلس المواطنين المتضررين يالاتجاه إلى أقرب مركز شرطة أو البحث الجنائي لإثبات الواقعة.

الخروقات الأمنية تكررت في الشهور الأخيرة دون أي عقوبات رادعة من قبل حكومة الدبيبة التي اكتفت فقط بإصدار البيانات

فشهدت طرابلس اشتباك ا مسلح بمنطقة شارع الزاوية في شهر رمضان أسفر عن حوالي 8 قتلي كما شهدت مدينة الزاوية عدة اشتباكات مسلحة وإغلاق للطريق الساحلي

َويري مراقبون أن الوضع الأمني لايزال هشا؛ بسبب سياسة حكومة الدبيبة رغم حجم مصروفات وزارتي الدفاع والداخلية الذي بلغ أكثر من 2 مليار دينار في الخمس أشهر الأولى من عام 2022 بحسب بيان مصرف ليبيا المركزي في حين لم تضع الحكومة أي برامج حقيقية لدمج المجموعات المسلحة في أجهزة الدولة.

كُتب بواسطة مرام عبدالرحمن

أبوالغيط يعبر عن انزعاجه الشديد من الاشتباكات التي شهدتها طرابلس الجمعة

أحداث طرابلس ..تنديد محلي ودولي ..وفشل حكومي!