in

عيد 17 فبراير المجيد

لم يتأخر الشعب اللبيي عن الربيع العربي، بل كان في مقدمة الشعوب العربية التي سعت للتحرر من حكم الفرد وبناء دولة ديمقراطية أسوة بشعوب العالم المتحضر، وكان الحماس الشعبي كبير، ساهم فيه كل أبناء المجتمع الرجال والنساء وعلى حد سواء.

سادت حالة من التفاؤل والفرحة كانت غامرة مع ثقة واثقة في تحقيق كل أهداف الثورة ثاني يوم انتصارها على النظام السابق.

ولكن بالتجربة… تبين بأنه لايمكن لشعب أن يثور اليوم ليحقق كل أهدافه في يوم الغد، فلابد من عامل الزمن الذي هو شرط ضروري لتبلور كل فكرة ولإنضاج كل ثمرة.

ثورة الشعب الليبي كانت ومازالت من أنجح ثورات الربيع العربي، لم تسرق من العسكر رغم المحاولات المتكررة، ولم تنحرف لحروب أهلية مثل سوريا أو اليمن ولا خلافات مذهبية مثل العراق.

بل كانت ثورة شعبية وعملاقة سحقت دولة داعش في إمارة سرت، هزمت “الفاقنر” على أسوار طرابلس، ونجحت في وقف الحروب رغم ما تواجهه الثورة الليبية من صعوبات وتدخلات خارحية.

بناء الدولة الديمقراطية القائمة على مبدأ فصل السلطات، التداول السلمي على السلطة، تبين للناس بالخبرة أن هذه القيم ليست من أسباب قيام الحضارة في المجتمع، بل هي نتائج لها، إن قيام هذه الدولة المنشودة هو نتاج تلقائي لاحق يأتي بعد تفاعل وتوفر الحد الأدنى من الخبرة وتراكم المعرفي من خلال التطبيق والممارسة.

لا يمكن لشعب عاش عقودا طويلة في مناخ الإستبداد أن يصبح بين ليلة وضحاها شعبا ديمقراطيا يعشق الحرية ويتنسم نسيمها.

رأيت نماذج كثيرة من الناس لايحب تحمل المسؤولية لايتحمل أن يكون (سيا لنفسه)، بل هو في بحث دائم عن سيد يستظل بظله.

دائما هناك أفراد يفضلون حياة القطيع، حلمهم في حظيرة تضمهم، وكلاب الراعي تحرس أمنهم، وأحواض علف تشبع بطونهم. .البقية تأتي.

كُتب بواسطة مرام عبدالرحمن

تهاني المواطنين بذكرى ثورة فبراير

مصراتة ..إيقاد شعلة الاحتفال بثورة فبراير