بينما تستمر ميليشيات حفتر في تضييق الخناق على سيف القذافي ومؤيديه عقب إعلان ترشحه للانتخابات الرئاسية،
تحالف قبلي من أنصار سيف القذافي بدأ يشتكل في سبها والجنوب هدفه إخراج حفتر من هناك، الأمر الذي تسبب في مواجهات مسلحة أودت بحياة أحدهم وسقوط عدد من الجرحى، فهل سينزلق الوضع إلى مواجهات أكثر في المستقبل؟
السطو على 11 مركبة لمديرية سبها
مدير مديرية أمن سبها محمد بشر أكد في خطاب لوزير الداخلية خالد مازن، تعرض أعضاء هيئة الشرطة التابعين للمديرية والمكلفين باستلام 11 سيارة شرطة جديدة للسطو من قبل مليشيا تابعة لحفتر، برئاسة “المبروك سحبان”، ونُقلوا مع المركبات إلى قاعدة براك الشاطئ، محملا إياهم المسؤولية القانونية عن سلامة أعضاء الشرطة والمركبات.
اشتباكات مسلحة
مصدر أمني من مديرية أمن سبها يؤكد سقوط قتلى وجرحى في بين قوة مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة ومليشيا تابعة لحفتر بقيادة المبروك سحبان.
وقال المصدر، في تصريح للرائد، إن الاشتباكات اندلعت مع الساعة 2 صباحا، وحتى ساعات الفجر الأولى، بعد أن استولت مليشيات حفتر على 11 مركبة للشرطة كانت في طريقها للمديرية بينما أعلن مركز سبها الطبي استقبال قتيل وجريحين، فجر اليوم؛ نتيجة الاشتباكات.
هذه الاشتباكات جاءت بعد خلاف بين مليشيات حفتر ومليشيا “جدي” على خلفية حمايته سيف القذافي أثناء دخوله سبها؛ لتقديم ترشحه وذلك ما يمثل انقلابا لـ الجدي على حفتر، بعد أن كان قد تحالف معه في عدوانه الأخير على طرابلس
حصار المحكمة
وكان الصراع بين حفتر وسيف القذافي قد تبلور عقب ترهيب القضاة وإطلاق النار على المتظاهرين أمام محكمة سبها لمنع النظر في الطعن المقدم من سيف القذافي في قرار استبعاده من الانتخابات
فقد أكد مدير أمن سبها، محمد بشر، في الـ 29 من نوفمبر الماضي تعرض محكمة سبها لحصار خانق بآليات مسلحة، ومدرعات ثقيلة تابعة للكتيبة 115 وكتيبة طارق بن زياد التابعة لمليشيات حفتر؛ مما أدى إلى منع المواطنين والقضاة والموظفين من الدخول وممارسة أعمالهم.
محاولة اعتقال مدير أمن سبها
وكان بشر، قد أوضح في الـ 17 من نوفمبر الماضي أن غرفة عمليات الكرامة في الجنوب التابعة لحفتر قد أصدرت أمر قبض بحقه بعد تقدم سيف القذافي أوراق ترشحه لمكتب المفوضية بسبها
تحالف قبلي ضد حفتر
هذا الحراك المتسارع في الجنوب ظهر على إثره تحالف قبلي بدأ يتوسع ضد حفتر تتصدره قبائل القذاذفة وأولاد سليمان والحساونة خاصة بعد التضييق أيضا على قبيلة القذاذفة في سرت ومنع الزيارات عنهم، فقد أكد رئيس المجلس الاجتماعي لقبيلة القذاذفة محمد خليفة بن نايل في الـ20 من نوفمبر الماضي أن مليشيات حفتر منعت وفود وأعيان القبيلة في مدينة سرت من استقبال أي وفود من القبائل الأخرى، كما منعت ميليشيات حفتر قبيلة القذاذفة من استقبال الوفود الشعبية لغرض التهنئة بخروج عدد من عناصر النظام السابق المفرج عنهم مؤخرا في طرابلس في أكتوبر الماضي
اعتقال واغتيال
ومن ضمن أهداف هذا التكتل القبلي الداعم لسيف هو إخراج مسلحي حفتر من سبها، بعد أن عجلت هزيمة حفتر في طرابلس بانهيار تحالفه الظرفي مع أنصار النظام السابق والذي بدأ يتصدع فعليا عقب اعتقال ميليشيات حفتر العشرات من قبيلة القذاذفة، فقد خرج بعض أفرادها في سرت للتنديد بمقتل أحد أبنائها، من قبل مرتزقة الجنجاويد المتعاونين مع حفتر في أغسطس 2020
كذلك فإن مليشيات حفتر متهمة بتصفية محمد الكاني، المتورط في مقابر ترهونة الجماعية، والمطلوب للجنائية الدولية بعد اغتياله أثناء مقاومته قوة أمنية حضرت للقبض عليه بمدينة بنغازي في يوليو الماضي