قال مركز “لو ديبلومات” الأوروبي للأبحاث، إن غياب رئيس أركان الجيش الليبي محمد الحداد يؤدي إلى فراغ استراتيجي وأمني.
وأضاف المركز، في تقرير له، أن الحداد حافظ على حياد سياسي، وانخرط في حوار مع خليفة حفتر و عقيلة صالح، مؤديًا بذلك دور الوسيط المحايد.
وبيّن المركز أن الحداد تولى حماية البنية التحتية الحيوية في الغرب، مثل محطات توليد الطاقة، ومنشآت النفط، ومواني طرابلس ومصراتة، وأشرف على مراقبة الحدود البرية والبحرية، وعارض بشدة أي وجود عسكري أجنبي دائم، معززًا بذلك صورته كرمز للسيادة الوطنية.
ويرى المركز في وفاة الحداد خسارة استراتيجية لأن دوره امتد إلى ما هو أبعد من المجال العسكري، إذ شمل الاستقرار السياسي والمؤسسي والتنسيق الدولي.
وأوصى المركز الشركاء الدوليين بالقيام بدور بنّاء من خلال دعم تنفيذ خريطة الطريق التي حددتها الأمم المتحدة.
وتمر ليبيا بفترة من عدم اليقين في أعقاب الحادث المأساوي لطائرة الحداد، وفقا لتحليل المركز.
وتحدث المركز عن أن الحداد كان من بين القلائل القادرين على التوفيق بين مصالح الشرق والغرب، كما لعب دورًا رئيسيًا في اللجنة العسكرية المشتركة “5+5”.
ولفت المركز إلى قيادة الحداد للعديد من المبادرات الاستراتيجية، منها إعادة تنظيم ودمج المليشيات المحلية في الهياكل الرسمية للجيش، وتدريب القوات الخاصة الليبية لتعزيز فعاليتها العملياتية.
وحدد المركز أربعة سيناريوهات متوقعة للأوضاع في ليبيا عقب وفاة الحداد، إذ يتمثل السيناريو الأول في احتمال استغلال وزارة الداخلية للفراغ الاستراتيجي لتعزيز دور المليشيات المحلية، مما سيزيد حدة الشلل الأمني وهشاشة الدولة.
أما السيناريو الثاني فيتصور مبادرة عسكرية من قوات خليفة حفتر، بدعم من قوى إقليمية وبعض الدول الغربية.
ويمكن لهذه القوة شن هجوم محدود لاختبار رد القوات الحكومية، وسيوفر هذا الوضع لتركيا ذريعة لتعزيز وجودها في الغرب.
ويتوقع السيناريو الثالث زعزعة استقرار الحكومة بغرب البلاد داخليًا من خلال صراعات على السلطة وتصفية حسابات بين التشكيلات السياسية والعسكرية.
ويتعلق السيناريو الرابع، بتعبئة شعبية ضد التدخل الأجنبي وإثارة احتجاجات ضد المليشيات والوجود الأجنبي، ما قد يُفضي إلى تحالفات تكتيكية بين بعض الجماعات الإسلامية، وأعضاء سابقين في النظام، وجهات أجنبية، لحماية مصالحها في سياق إعادة تنظيم استراتيجي.
in سياسة
“لو ديبلومات”: غياب “الحداد” خسارة استراتيجية خلّفت فراغًا أمنيًّا

