in

تنهيدة: تموضعات عسكرية سياسية

يطلق السفير الليبي السابق وعضو اللجنة الاستشارية، إبراهيم قرادة، عدة تساؤلات حول حادثة مقتل الحداد ومرافقيه.

فبوفاة الفريق محمد الحداد – ومرافقيه رحمهم الله – رئيس أركان الجيش في غرب ليبيا، القريب من تركيا، وبالتزامن مع التقارب العسكري الملفت بين الجيش في شرق ليبيا مع باكستان، والذي قد يُعد خطوة لإعادة صياغة التحالفات، خاصة مع روسيا، وبالنظر إلى الثقل الاستراتيجي لباكستان وعلاقات جيشها الوثيقة مع تركيا والسعودية والولايات المتحدة، تبرز جملة من التساؤلات.

هل يتسارع مسار توحيد المؤسسة العسكرية في قوات مسلحة وطنية واحدة؟ وكيف سيتم التوافق على قيادة موحدة، ولا سيما منصب قائد المؤسسة العسكرية؟ وهل يُعد مسار التوافق التركي – الباكستاني، برعاية السعودية والولايات المتحدة الأميركية، خطوة تعجيل بتوحيد المؤسسة العسكرية الليبية؟

كما يُطرح التساؤل حول الكيفية التي ستُصاغ بها التوازنات بين المجلس الرئاسي، بصفته القائد الأعلى، ورئاسة الحكومة، وكذلك وزارة الدفاع، في ظل اختفاء الفريق الحداد، الذي كان ماهرًا في قيادة توازن العلاقات والتبعية بينهما. أم هل ستنتقل صراعات المنطقة الغربية إلى داخل أروقة الجيش؟ خاصة بعد النجاح الذي حققه الفريق الحداد ومعاونه الفريق النمروش في تحصين «المؤسسة الأصيلة» عن التجاذبات السياسية والصراعات الجزئية، وعدم تنغيص حياة الناس، والحفاظ على مهنيتها، مما أكسبها احترامًا شعبيًا وقبولًا واسعًا رغم تعقيدات المشهد.

وعلى رقعة الشطرنج الدولية الساخنة تبقى الأسئلة معلقة: كيف ستتعامل روسيا مع هذه التحولات؟ وما هو موقف دول الجوار، وتحديدًا مصر والجزائر؟ وأين تقف الدول الأوروبية، إيطاليا وفرنسا وبريطانيا، من إعادة تموضع القوى هذه؟

تطورات معقدة تزيد من إرباك مشهد عام 2026 المثقل أصلًا بالتحديات، مع التساؤل عن قدرة ورغبة الأطراف الليبية في تجاوز هذه التطورات وقيادة سفينة ليبيا في الأمواج العاتية.

What do you think?

0 نقاط
Upvote Downvote

شمل التشريح وعينات الوقود .. الادعاء التركي يوسّع تحقيقاته في تحطم طائرة ” الحداد”

الشحومي: الجدل بين المركزي ومؤسسة النفط غير مبرر.. والشفافية هي الحل