Menu
in

42 دقيقة في الجو.. رحلة رسمية انتهت بكارثة.. ما الذي حدث لطائرة الحداد؟

في تمام الساعة 7:10 مساءً، أقلعت طائرة رجال أعمال من مطار إسنبوغا في أنقرة، تقلّ رئيس الأركان العامة للجيش محمد الحداد وأربعة مرافقين، إضافة إلى ثلاثة من طاقم الطائرة. الرحلة بدت روتينية، ولم تُسجّل أي ملاحظات غير طبيعية في الدقائق الأولى بعد الإقلاع.

بعد نحو 42 دقيقة من التحليق، أبلغ طاقم الطائرة برج المراقبة عن عطل كهربائي خطير، وطلب الهبوط الاضطراري، إلا أن الاتصال انقطع بشكل مفاجئ، واختفت الطائرة من شاشات الرادار، لتدخل الرحلة مرحلة الغموض الكامل.

البحث… ثم تأكيد الكارثة

وبعد ساعات، تأكد سقوط الطائرة وتحطمها بالكامل، مع وفاة جميع من كانوا على متنها.

و عُثر على الحطام والجثث على بعد نحو كيلومترين من قرية كسيك كاواك التابعة لقضاء هايمانا.
وكان الحطام متناثرًا على مساحة تقارب 3 كيلومترات مربعة، في مشهد يعكس شدة الارتطام وعنف السقوط.

وقالت السلطات إن أكثر من 400 عنصر من فرق البحث والإنقاذ التركية شاركت في عمليات تمشيط واسعة جنوب غربي أنقرة.

ضحايا من الصف الأول

الحادث أسفر عن مقتل شخصيات عسكرية رفيعة المستوى،هم :
رئيس الأركان العامة محمد الحداد، ورئيس أركان القوات البرية الفيتوري غريبيل، ومدير جهاز التصنيع العسكري محمود القطيوي، إضافة إلى مستشار رئيس الأركان محمد العصاوي، والمصور الرسمي محمد المحجوب، وثلاثة من طاقم الطائرة بينهم مضيفة يونانية.

الصندوق الأسود… كلمة الفصل المؤجلة

حتى الآن، لم يُفتح الصندوق الأسود للطائرة، حيث قال وزير النقل التركي إنه سيفحص في بلد محايد ورجحت المصدات أن يُرسل إلى فرنسا، بلد تصنيع الطائرة، لتحليل بيانات الرحلة.

ويُعوّل على الصندوق لكشف هل كان العطل الكهربائي سببًا مباشرًا للحادث، أم مجرد مؤشر على خلل أعمق.

طائرة بلا سجل حوادث

الطائرة المنكوبة من طراز Dassault Falcon 50 الفرنسية الصنع، مسجّلة بالرقم 9H-DFS، وتعمل بثلاثة محركات توربينية، وتبلغ قدرتها على الطيران دون توقف نحو 5800 كيلومتر.

ووفق السجلات، تمتعت بسجل صيانة نظيف منذ عام 1976، كما سبق أن استُخدمت في رحلات رسمية.

تأجير يثير التساؤلات

الطائرة كانت مستأجرة من شركة Harmony Jets المالطية، وهي شركة طيران خاص لتأجير طائرات رجال الأعمال، وتحمل شهادة مشغّل جوي أوروبية تتيح لها العمل داخل الأجواء الأوروبية دون قيود كبيرة.

شركة على القائمة السوداء

لكن قبل أشهر من الحادث، أُدرجت “Harmony Jets” في تقرير فريق الخبراء التابع للأمم المتحدة المعني بليبيا، بعد ثبوت تورطها في انتهاك قرارات مجلس الأمن وحظر السلاح.

وأظهر التقرير أن طائراتها نفذت عشرات الرحلات إلى بنغازي، بعضها يُشتبه في استخدامه لنقل مواد عسكرية.

احتجاز فرنسي غير مسبوق

ضمن سجل الشبهات، كانت السلطات الفرنسية قد احتجزت الطائرة نفسها في مطار ليون لمدة خمسة أشهر كاملة، بعد الاشتباه في استخدامها لنقل معدات عسكرية ودرونات إلى ليبيا، في واقعة نادرة لطائرة رجال أعمال أوروبية.

لغز مفتوح
وبين عطل كهربائي مفاجئ، وسجل شركة مثقل بالاتهامات، وطائرة سبق احتجازها أمنيًا، يبقى سقوط طائرة الحداد لغزًا مفتوحًا على كل الاحتمالات.

وحتى يكشف الصندوق الأسود أسراره، سيظل الحادث أكثر من مجرد تحطم طائرة، بل ملفًا أمنيًا وسياسيًا بالغ الحساسية.

Exit mobile version