لو أن صلاح بادي أو عبد الرؤوف المناعي أو غيرهما ممن هو على طريقتهما كتب هذا المنشور المرفق لما كان لنا أن ننطق بحرف. لأن من سلك مسلكا وكان فيه مخلصا، حتى لو كنّا نراه مخطئا، نحترمه لإخلاصه وصدقه. أما حينما ترى من يستظل بظلال الصخيرات = جنيف، ويجني ثمارها، ويشرب من ألبانها، ويتمتع بامتيازاتها، ويستميت في الدفاع عنها، ثم يلعنها ويلعن من أتى بها فهذا من أقبح أنواع الاستخفاف بالعقول. مثل هؤلاء، كمثل شخص قام ببناء “خمّارة” فقام هؤلاء بالإنكار عليه أشد النكير، باع ذلك الشخص خمارته إلى شخص آخر، فقام هؤلاء بحراسة الخمارة والدفاع عنها، ولمّا قيل لهم لماذا “تبدل” موقفكم؟ قالوا لسنا نحن من بنى الخمارة!. وكذلك صاحب المنشور ومن معه، قيل لهم كيف تلعنون الصخيرات وتدافعون عن ابنتها البكر جنيف وحكومتها؟ قالوا لسنا نحن من صنع جنيف ولا الصخيرات!. ومن يُنكر هذا التناقض والهراء يتوعده صاحب المنشور بـ “ردغة الخبال!”. وهنا سأسجل بعض النقاط:
النقطة الاولى: أنّ هؤلاء استحلوا جميع “الثوابت” التي حرموها على غيرهم، إلا أنهم مازالوا يرفعون الشعارات التي تُغري الأتباع البسطاء، والدليل ما ترى في المنشور المرفق لا ما تسمع.
النقطة الثانية: يتهمون خصومهم بأنهم “تبدلوا” ولا يقفون لحظة واحدة ليقيّموا أنفسهم، فلك أن تتأمل في صاحب المنشور كيف يصف الصخيرات بأنها جريمة وخزي وأنها سبب كل بلاء حلّ بليبيا، ثم لما رأى أنّ جنيف = الصخيرات تحقق له ما يريد ويشتهي صار من أكبر المدافعين عنها، كيف لا يرى الاتباع هذا الانقلاب؟ لست أدرى!. ولكن ما أعلمه يقينا، أنّ من فرّط في عقله طائعا مختارا فقد حكم على نفسه بالموت وهو يمشي بين الناس، فاللهم يا من تحيي الموتى وتبعث من في القبور ردّ إليهم عقولهم ردّا جميلا.
النقطة الثالثة: بعض القراء يطالبني بترك نقد صاحب المنشور ومن حوله، ويرى في منشوري هذا، وما يشبهه، إساءة لصاحب المنشور ومؤسسته! ولا يرى هؤلاء أنّ صاحب المنشور يدير مؤسسة إعلامية يشاهدها الآلاف تُخصّص بعض برامجها لسب خصومهم وتخوينهم والنيل منهم، وحسبك أن تتأمل النفس الذي في المنشور المرفق ليدلك على ما وراء ذلك. فإن كنتم ترون أن هؤلاء مجرد مواطنين شأنهم شأن أي مواطن يتكلم في الشأن العام، فهذا يترتب عليه أخذ أقوالهم وردها ومناقشتها وتقيِيمها، وإن صاحب أقوالهم تخوين وشتم كما هو في المنشور المرفق = وعامة خطابهم لا يخلوا من هذا النفس الكريه، جاءهم الرد بما يناسب أقوالهم وما يسطرون، وكل بحسبه، مع العلم أننا لم نتجاوز معهم الأدب والعلم منذ أن بدأنا الرد عليهم التزاما منا بأخلاق ديننا وتعاليمه. أما إن كنتم ترونهم فوق النقد، فيخونوا مخالفيهم ويستبيحوا أعراضهم ويسلطوا عليهم السفهاء، فيقال لنا بعد ذلك التزموا الصمت ولا تشقوا الصف ولا تشمتوا بنا الأعداء، فأقول لمن يرى هذا القول تحسس عقلك!.
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.

