Menu
in

مشادة الشويهدي والدبيبة: حرية تعبير أم انعكاس لهشاشة السلطة في الغرب الليبي؟

الكثير من المتابعين علّقوا على المشادة اللي حدثت بين النائب جلال الشويهدي ورئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة في مؤتمر مكافحة الفساد ـ وقالوا ـ “لو صارت في المنطقة الشرقية كانوا الأجهزة الأمنية ربطوه بالسلاسل”، وإنّ غياب ردّة فعل قوية من الدبيبة دليل على “اتساع مساحة حرية التعبير” في الغرب.
على الرغم من أن مساحة حرية التعبير في المنطقة خارج سيطرة حفتر أكبر، فهذا واضح، أما اعتبار أن حكومة الدبيبة هي من أعطت هذه المساحة، فهذا أمر آخر، فهذه المساحة ناتجة عن الفوضى وتعدد مراكز النفوذ والسيطرة، والحكومة نفسها محاصرة ومضيق عليها.

والناس اللي تتكلم بهالطريقة تناست أمرين مهمّين:

أولاً: الدبيبة نفسه لا يملك سلطة فعلية على الأجهزة الأمنية ولا على المجموعات المسلحة اللي تتحكم في العاصمة – فمهما حاول يظهر بمظهر القوي، إلا إن ميزان القوة الحقيقي مش بإيده، وعلى خاطر هكي ردّة فعله دايمًا محسوبة، مش لأنها ديمقراطية لا سمح الله – بل لأنها محدودة.

ثانياً: لو بنرجعوا للذاكرة القريبة، نلقوا أن الدبيبة حاول أكثر من مرة يضيّق على المعارضين السياسيين في طرابلس، بعضها ظهر للعلن وبعضها تم احتواؤه بطريقة “ناعمة” أو عبر وسطاء. ففكرة أنه “حامي حرية التعبير” هي مجرد قراءة سطحية لمشهد واحد لا يعكس سلوكه العام.

المشهد اللي صار مع الشويهدي ما هوش دليل على نضج سياسي أو مساحة حرية أوسع – بل هو انعكاس لواقع السلطة الهشة في الغرب، اللي تخلي حتى رئيس الحكومة نفسه يختار التهدئة غصبًا، مش اقتناعًا.

Exit mobile version