Menu
in

تحذيرات من ارتفاع إصابات الأطفال بالسكري في ليبيا خلال السنوات الأخيرة

أكدت استشارية طب الأطفال في مستشفى الأطفال ببنغازي، تهاني العرفي، وجود ارتفاع ملحوظ ومقلق في معدلات إصابة الأطفال بمرض السكري خلال السنوات الأخيرة في ليبيا.

وأوضحت العرفي، في تصريح لوكالة الأنباء الليبية، أن هذا الارتفاع يُعد ناقوس خطر يستوجب تحركًا عاجلًا من المؤسسات الصحية والتعليمية والأسر، مشيرة إلى أن الإصابات تشمل النوع الأول المناعي والنوع الثاني المرتبط بنمط الحياة.

وقالت العرفي إن النوع الأول يعد من أمراض المناعة الذاتية، حيث يهاجم الجهاز المناعي خلايا البنكرياس المنتجة للأنسولين، ما يفرض على الطفل الاعتماد على الأنسولين منذ لحظة التشخيص، أما النوع الثاني، الذي كان نادرًا في الطفولة، فقد أصبح يظهر بوتيرة متزايدة بسبب السمنة وقلة الحركة والعادات الغذائية غير الصحية.

وأشارت العرفي إلى أن الانتشار الواسع للوجبات السريعة والمشروبات السكرية، والجلوس الطويل أمام الشاشات، إلى جانب ضعف برامج التوعية الصحية في المدارس، كلها عوامل أساسية وراء هذا الارتفاع، مع وجود استعداد وراثي لدى بعض الأطفال.

ولفتت إلى أن إصابة الطفل بالسكري في سن مبكرة تعرضه لمضاعفات طويلة الأمد إذا لم يُدَر المرض بشكل صحيح، منها أمراض الكلى التي قد تتطور إلى فشل كلوي، وأمراض القلب والشرايين، إضافة إلى احتمال تأثر النظر والشبكية.

وأكدت استشارية طب الأطفال، أهمية الكشف المبكر والمتابعة الدورية، ورفع وعي الأسرة بالأعراض الأولى مثل العطش المستمر، وفقدان الوزن، والتعب المتكرر، وزيادة التبول، مشيرة إلى أن التدخل المبكر يقلل من احتمالات المضاعفات ويحسّن فرص السيطرة على المرض.

ودعت العرفي إلى إنشاء سجل وطني لمرضى السكري من الأطفال في ليبيا، لما له من أهمية في حصر الحالات بدقة وبناء سياسات علاجية ووقائية فعالة، كما طالبت بإطلاق برامج تثقيف صحي منظمة للأسر، وتطوير مناهج مدرسية تعنى بالتغذية السليمة والنشاط البدني.

وشددت العرفي على ضرورة التعاون بين الأسرة والمدرسة لحماية الأطفال من السكري، عبر توفير غذاء صحي، وتشجيعهم على ممارسة الرياضة يوميًا، ومراقبة أي تغيرات صحية مبكرة.

Exit mobile version