Menu
in

السودان والحدود البحرية والخارطة الأممية.. ما دلالات لقاء السيسي بحفتر في هذا التوقف؟ ‏

أثارت زيارة خليقة حفتر ونجليه صدام وخالد إلى القاهرة، ولقائه بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بالتزامن مع زيارة رئيس مجلس النواب عقيلة صالح إلى اليونان، عدة تساؤلات عن ماهية هذا اللقاء في هذا التوقيت.

‏وبينما يرى مراقبون أن ملف ترسيم الحدود البحرية كانت جوهر الزيارة يرى آخرون أن الزيارة تأتي لتنسيق المواقف بين مصر وحفتر تجاه الأوضاع في السودان، في ظل ما يثار عن خلاف بين الطرفين في ذلك.

القانون الدولي

‏ المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المصرية أكد أن الرئيس عبد الفتاح السيسي ناقش مع خليفة حفتر تطورات ملف ترسيم الحدود البحرية المشتركة بين البلدين.

‏وبين المتحدث، أن الجانبين توافقا على أهمية استمرار التعاون المشترك بما يحقق مصلحة البلدين دون إحداث أي أضرار، وفقا لقواعد القانون الدولي.

‏وتابع أن اللقاء بحث كذلك مستجدات الأوضاع الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، لا سيما التطورات في السودان، حيث جرى التوافق على أهمية تكثيف الجهود الدولية والإقليمية للتوصل إلى تسوية سلمية تحفظ استقرار السودان وسيادته ووحدة أراضيه.

تأكيد الخارطة الأممية

‏من جهته، يرى الصحفي المصري علاء فاروق أن توقيت الزيارة ليس عابرًا ويحمل رسائل سياسية وأمنية متشابكة على المستويين المحلي والإقليمي.

‏وقال فاروق، في تصريح لمنضة صفر، إن الزيارة جاءت بعد مظاهرات دعت إلى تفويض حفتر رئيسًا في تناقض مع الخارطة الأممية والرؤية المصرية بضرورة الذهاب إلى انتخابات رئاسية وبرلمانية متزامنة.

‏وأضاف فاروق أن توقيت الزيارة يتقاطع مع الحوار المهيكل الذي ترعاه البعثة، مبينًا إلى أن مصر تريد لحفتر أن يكون جزءًا من الخارطة السياسية المقبلة لا أن يكون معطّلًا لها أو خارجها.

‏رسالة تسويقية

‏ويشير فاروق إلى أن اصطحاب حفتر لنجليه يحمل رسالة تسويقية لوراثتهما المحتملة، في ظل ما يُثار حول وضعه الصحي، فضلًا عن محاولة إرساء قناة تواصل مباشرة مع القيادة المصرية.

‏وتوقع فاروق أن تُسفر الزيارة عن ترتيب أوراق مهمة خلال الفترة المقبلة، بينها إعادة تقييم موقف حفتر من خارطة الحل، ووقف أي تصعيد سياسي أو عسكري، والتراجع عن خطاب التفويض.

‏المثلث الحدودي
‏وفيما يخص تطورات الوضع في السودان، يرى فاروق أن عودة مليشيا حميدتي “الدعم السريع” للتحرك داخل المثلث الحدودي، تمثل عاملًا أساسيًا لزيارة حفتر إلى القاهرة.

‏وأوضح فاروق أن مصر تنظر إلى أي توترات هناك بوصفها خطًا أحمر، وأن السيسي سيطالب حفتر بوقف أي دعم يقدمه لحميدتي فورًا، لضمان عدم انتقال الفوضى إلى حدودها الغربية.

‏وعن زيارة رئيس مجلس النواب عقيلة صالح إلى اليونان، اعتبر فاروق أن مغازلة عقيلة لليونان بتأكيد رفض البرلمان الليبي، لمذكرة التفاهم البحرية مع تركيا، تندرج في إطار رسائل متبادلة تتعلق بأمن المتوسط وضرورة التشاور مع القاهرة قبل إبرام أي اتفاقيات بحرية تمس مصالحها.

تقوية مواقف
‏بدوره، قال المحلل السياسي التركي مهند حافظ أوغلو،‏ إن معسكر الشرق المتمثل في خليفة حفتر وعقيلة صالح يحاول الحصول على مكاسب سياسية من خلال لقاءاته مع الجانب المصري واليوناني وإثارة الحدود البحرية.

‏وأضاف أوغلو، في تصريح للرائد، أن معسكر الشرق يمارس الضغوط على الأطراف الدولية لتقوية موقفها مقابل معسكر الغرب باستخدام ملف الحدود البحرية.

وبين أوغلو أن معسكر الشرق على قناعة بأن الاتفاقية البحرية بين طرابلس وأنقرة في صالح ليبيا وهذا ما لمسته الوفود التركية خلال زيارتها بنغازي. ‏

‏واعتبر أوغلو أن حفتر وعقيلة يؤجلان تمرير ترسيم الحدود البحرية مع أنقرة على الرغم من الزيارات بين الجانب التركي وإقليم الشرق.

وفي سياق متصل، ذكر أوغلو أنه خلال النصف الأول من العام المقبل ستشكل حكومة واحدة تدير ليبيا، لافتا إلى أن معسكر الشرق يريد أن يكون هو المتنفذ في هذه الحكومة من خلال استغلال ورقة الحدود البحرية.


توتر دبلوماسي

‏من جانبها، استدعت وزارة الخارجية بالحكومة المكلفة من مجلس النواب القنصل اليوناني لدى ليبيا “أثاناسيوس أناستوبولوس” ونائبته، على خلفية التصريحات الصادرة عن بعض المسؤولين في السلطات اليونانية، التي اعتبرتها مساسا بسيادتها ومصالحها الوطنية.

‏ودعت الخارجية الجانب اليوناني إلى الحرص على ضبط التصريحات الرسمية وعدم إطلاق مواقف استفزازية قد تضر العلاقات بين البلدين.

‏تداعيات كبرى
‏وفي سياق متصل، قالت صحيفة “غريك سيتي تايمز” اليونانية، إن لقاء السيسي وحفتر ستكون  تداعيات كبيرة تؤثر في موقف اليونان الرافض لمذكرة التفاهم البحرية الليبية التركية الموقعة في 2019.

‏وأشارت الصحيفة إلى أن حفتر قادر على التأثير في مناطق تطالب بها تركيا وفق الاتفاقية، وهي مطالب تعُدها أثينا غير قانونية بينما تراقب اليونان، هل ستثبت هذه النقاشات صحة خريطة مناطق مصر البحرية المعلنة في 2020 التي تجاهلت تركيا أو تمهد الطريق لمحادثات ثلاثية تضمّ اليونان، لتحديد نقطة ثالثة مشتركة.

‏انزعاج مصري
‏وكانت صحيفة العربي الجديد قد كشفت عن انزعاج مصري  من توسّع نفوذ قوات الدعم السريع المدعومة من حفتر في المناطق الحدودية.

‏وقالت الصحيفة، نقلا عن مصادر مطلعة، إن لقاء السيسي بحفتر في يوليو الماضي أكد ضرورة ضبط مسارات الدعم غير المباشر للدعم السريع، وعدم السماح باستخدام الأراضي الليبية في تهديد الأمن القومي المصري أو تقويض موقف حليفها البرهان.

ترسيم جديد
‏وعن ملف ترسيم الحدود البحرية بين مصر وليبيا، كشفت الصحيفة عن مصادرها أن مصر تسعى إلى إبرام تفاهم رسمي مع حفتر يقضي بتعيين المياه الاقتصادية بين البلدين، بما يضمن لمصر عمقاً استراتيجياً في شرق المتوسط، ويضع حداً للفراغ القانوني الذي يمكن أن تستغله تركيا أو أطراف أوروبية في المستقبل.

Exit mobile version