قال المرشح الرئاسي محمد المزوغي إن ما يقوم به كبير مستشاري الرئيس الأمريكي للشؤون الأفريقية والعربية، مسعد بولس، أو ما يطرحه بشأن الأزمة الليبية، لا يمثّل بالضرورة سياسة الإدارة الأمريكية أو وزارة الخارجية.
وأضاف في منشور على صفحته في «فيسبوك» أن تحركات بولس تبدو أقرب إلى اجتهادات فردية لا تحمل طابع موقف رسمي متّسق، وهو ما يستوجب التمييز بين مسار الدبلوماسية الأمريكية الحقيقية وبين تحركات شخصية قد لا تعكس جوهر التوجهات الاستراتيجية للولايات المتحدة تجاه ليبيا، وفق قوله.
وتابع المزوغي أن اللقاءات المتكررة التي يجريها مستشار الرئيس الأمريكي، سواء العلنية منها أو تلك التي تُعقد خلف الأبواب المغلقة مع أطراف ليبية بعينها، باتت تثير قلقًا مشروعًا لدى شريحة واسعة من الليبيين. وأشار إلى أن طريقة إدارة هذه اللقاءات، والرواية التي يروّج لها حول مستقبل ليبيا، تبدو في كثير من الأحيان بعيدة عن الواقع الليبي وتعقيداته، وعن التطلعات الحقيقية للشعب نحو حل عادل ومستدام، قائلاً إن «الأخطر من ذلك هو ترويج مسارات ومنهجيات لا تنطلق من الإرادة الوطنية، بل تكرّس فكرة أن الحل يمكن أن يُفرض من الخارج رغمًا عن الليبيين».
واعتبر المزوغي أن أي مبادرة دولية لا تُبنى على أساس وطني، ولا تضع مصلحة ليبيا العليا فوق حسابات الأشخاص أو الصفقات السريعة، ستكون مجرّد محاولة جديدة لإعادة تدوير الأزمة، بل وقد تسهم — بقصد أو بغير قصد — في تمكين أطراف فقدت شرعيتها شعبيًا وتعتمد على الدعم الخارجي أكثر من اعتمادها على قبول داخلي أو قدرة حقيقية على قيادة المرحلة.
وأضاف المزوغي أن ما يرفضه بشكل قاطع هو منطق الغنائم السياسية و«العروض الجاهزة» التي تُمرَّر تحت غطاء دعم أمريكي مزعوم، خصوصًا عندما تأتي من أطراف ساهمت بشكل مباشر في تعميق الانقسام وإطالة عمر المرحلة الانتقالية. ولفت إلى أن محاولة تصوير هذه الأطراف وكأنها تمتلك سلطة تجاوز إرادة الليبيين بحجة وجود «ضوء أخضر من واشنطن» ليست فقط إهانة لوعي الشعب، بل تدخل غير محسوب في مسار أزمة تتطلب قدرًا عاليًا من الحكمة والمسؤولية.
وشدد المزوغي على أن الشراكة مع الولايات المتحدة الأمريكية ومع كل الدول الصديقة لا يمكن أن تُبنى إلا على أساس المصالح المشتركة واحترام السيادة الوطنية والعمل ضمن رؤية واقعية هدفها توحيد المؤسسات وإنهاء المرحلة الانتقالية وإطلاق عملية سياسية نزيهة وشفافة.
وأكد المزوغي أن ليبيا اليوم بحاجة إلى حل منطقي وعملي يعكس إرادة الليبيين أنفسهم، لا إلى رؤى مبنية على مصالح أفراد، وأن على الجميع أن يدرك أن الشعب الليبي لم يعد يقبل بتجاوز تطلعاته أو الالتفاف على صوته، حسب تعبيره.

