أتذكّر جيّدًا ذاك الاجتماع الذي كان في فندق المهاري بالعاصمة طرابلس.. اجتماع الجمعية العمومية غير العادي، كان غير عاديًّا حقًّا! ففيه رأينا عبثًا حقيقيًّا بمواثيق الرياضة وتحالفات من أجل تنصيب فلان واستبعاد علّان وكلّ ذلك أمام مرأى الجميع.. ففرضت الأراء كرهًا وأمليت أوراق التصويت طوعًا من الأعضاء الـ 120 المتواجدين، فهيبة الكفؤ لا مكان لها بتواجد من صنع رهبةً بذراعه.
أتذكّر جيّدًا عمل رئيس اتحاد الكرة الحالي في ذاك الاجتماع فكان نشطًا في نقل الميكرفون من عضو إلى آخر، وممسكًا بزمام أمور الجلسة من ناحية عدّ الأصوات بصوته العال فمنها تأكّدت في بلدنا: الجعجعة يمكنها أن تصنع طحين!
الطيّار عبد المولى المغربي رغم سنوات عمره الطويلة التي ذهبت جلّها محاولات لاعتلاء هذا المنصب كان ولازال دقيقًا في تنمّقه ولحوحًا في فرض رأيه وهمًا وتسلّقًا وكذلك تودّدًا، فالرّضى النفوذ طريق أسهل وأسرع لنيل المطالب، فلن تجد ناديًا في الاتحاد الفرعي طرابلس يتّفق على رأيه أو يرضى بقراره، فكثير المواقف والاعتذار وقليل العمل والنجاح فيه، يطير بظروفه عاليًا مهما علت سماء الانتقادات من الأندية؛ فحجته جاهزة وواهية أيضًا.
عبدالمولى المغربي الذي فُرض فرضًا بقوّة التزكية، جاءه منصب رئيس اتحاد الكرة على طبق من ذهب، فذهب بوعوده ولم يعد ورقص على جثث الكفاءات، كيف لا ومنهم من اختفى قسرًا ومنهم اعتذر الترشّح وبعضهم ابتعد عن المشهد الذي فرض فيه الغموض رغم وضوحه.
أتذكّر جيّدًا وجميعكم تتذكرون كيف استلم الحكم وكيف بدأ الحكم فلازال يعشق الصور والبدل الرسمية والشعارات الوهمية التي غالبًا ما تكون في ظاهرها حبّ الوطن وباطنها المصالح الشخصية ولولاها لانتهى الدوري وبدأ في موعده، لكنّ طيبة قلبه نعم فهو طيّب القلب جعلته بين نيران من نصّبوه وإثبات جدارته لمن امتنعوا عن التصويت له وتزكيته، فبدأت حربًا غير منظورة للجميع وخسرها الطيًار من أوّل جولة!
بكلّ تجرّد السيّد عبدالمولى المغربي لم ولن يكون أهلًا لمنصبه، ولأن الجزاء من جنس العمل فسقوطه من كرسيّ اتحاد الكرة مسألة وقتٍ ليس إلّا! فالمشاكل بدأت تتراكم والأمور باتت خارج سيطرته والقرارات الجديدة لن تكون كافية فما خفي كان أعظم.
الآن سنتذكّر جميعًا مفردات: التخبط والعشوائية والقرارات غير المدروسة المتكرّرة على مدار 15 عامًا مضت، فلجنة المسابقات جهزت الرزنامة كاملة وكان القرار لاتحاد الكرة بالانطلاق من عدمه، لكنّ جميعكم يعلم أنّ قضايا الأندية العالقة في “TAS” وخطورتها على كرتنا التي أتمناها تتجمّد إلى أن تقام دولتنا فمن هنا إلى الموعد الجديد فسيكون دورينا الممتاز مأهولًا بالأندية، أمّا مشاركة منتخبنا فلن تكون عائقًا لانطلاق المسابقة، فالأعذار غير مقنعة؛ إلّا أنّ الجمل تمخّض فولد فأرًا.

