انتهت التصفيات واستفاق الجميع من حلم التأهل لكأس العالم، فلم نستفد من عاملي الأرض والجمهور اللذين لطالما كانا حافزًا كبيرًا، ولم نستفد من فرصة التأهل الأولى بعد رفع عدد المنتخبات المشاركة، ولا من ظهور منتخبات إفريقيا الكبيرة الباهت، ولا حضورنا الجيد.
فمنذ أول مشاركة له عام 1970 في تصفيات كأس العالم، ظل هذا الحلم بعيدًا وصعب المنال عن المنتخب الليبي، وكلما ارتفع سقف الطموح كان السقوط مدويًّا ومؤلما للجماهير الليبية التي أتعبتها كثرة الخيبات المتتالية.
وحول أسباب هذا الفشل المتكرر، رصدت شبكة الرائد عددًا من آراء الإعلاميين والمحللين الرياضيين.
فشل صناعة اللاعب
الإعلامي الرياضي مراد دخيل قال في تصريح للرائد، إن سبب خروج منتخب ليبيا المتكرر من تصفيات كأس العالم، هو نتيجة مباشرة لفشل أنديتنا في صناعة لاعبين جاهزين للمستوى الدولي.
وأضاف أن اتحاد الكرة غاب عنه المشروع والرؤية لسنوات طويلة، فظل المنتخب رهينة للعشوائية والتجارب، وكرة القدم لا ترحم فمن لا يخطط للمستقبل يجد نفسه خارج السباق.
ورأى دخيل أن المكسب الوحيد في هذه المرحلة هو وجود المدرب سيسيه الذي قد ينجح في ترقيع واقعنا “المشروك”.!
ليس صدفة
ويرى الإعلامي “فؤاد الصادق” أن خروج منتخبنا من التصفيات المونديالية لم يكن صدفة، بل نتيجة تراكمات طويلة من سوء التخطيط و وغياب مشروع كروي حقيقي.
وقال في تصريح للرائد إن المنتخب افتقد للهوية داخل الملعب، وللاستقرار خارجه، وبين تغييرات المدربين وتداخل القرارات الإدارية، وغياب بيئة احترافية وهيكلة واضحة كان ومازال الحلم المونديالي في خبر كان.
إخفاق منظومة
واعتبر الإعلامي الفيتوري الحطاب أن خروج المنتخب الوطني كان بسبب إبعاد الكفاءات والاعتماد على الجهوية المقيتة في منظومة كرتنا.
وأضاف في تصريح للرائد إن كرتنا لن تصلح لطالما كان على هرمها رؤساء أندية الدرجة الثانية والثالثة، ولن تصلح أيضًا إن كان الرؤساء يشغلون منصبها بـ “المجاودة” والتزكية.
وتابع أن هذه النجاحات لن تأتي صدفة ولا وجود للصدفة فيها، فهي بناء من الأساس وليس معسكرات تدريبية ومدرب كبير، ولا دوري غير ممتاز.
انعكاس الواقع
الصحفي “عبد الرحمن القريو” رأى أن سبب خروج ليبيا من سباق التصفيات المونديالية هو انعكاس لواقع كرة القدم المحلية، التي تعاني من غياب التنظيم وضعف البنية الرياضية.
وأضاف في تصريح للرائد أن فرصة المنافسة ضاعت رغم الإمكانيات الفردية التي كان يمكن أن تصنع الفارق بقيادة مدرب يبدو أنه انسجم في تدريب الفرسان.
عادات الإخفاقات
من جهته، وضع الصحفي هاشم حقية اللوم على اتحاد الكرة قائلا إنه حافظ على العادات والتقاليد المتعلقة بالإخفاقات وعدم التأهل إلى البطولات الكبرى، وهي ظاهرة أصبحت مألوفة للمنتخبات الليبية على مدى عقود.
وأكد في تصريح للرائد أن هذه النتائج السلبية أصبحت جزءًا من الموروث الرياضي لكرة القدم المحلية، نظرًا لعدم وجود نية واضحة من قبل المسؤولين عن اتخاذ القرار لتحقيق نتائج إيجابية تمكننا من التنافس في البطولات الكبرى، حسب تعبيره.
وأشار إلى أن مشوار المنتخب الليبي شهد في التصفيات المؤهلة لكأس العالم القادمة أداءً متقلبًا، حيث بدأ الفريق بشكل جيد قبل أن يتراجع في الجولات الأخيرة، وذلك بسبب الأخطاء الدفاعية وعدم الاستقرار الفني.
عشوائية الاتحاد
المعلق الرياضي محمد سليوة ذكر في تصريح للرائد، أن هناك أسبابًا عدة حرمت منتخبنا الوطني من الحضور مع كبار القارة في المونديال القادم: أبرزها عدم وضع خطة واضحة الملامح، خاصة بعد إخفاقنا في الترشح إلى مونديال قطر.
وتابع أنه بالإضافة إلى عشوائية المكتب التنفيذي واتحاد الكرة الذي كان أكبر عائق، وضعف مسابقاتنا المحلية وعدم القدرة على مجاراة منتخبات جل لاعبيها محترفون في عدة دوريات أوروبية، الذي يقابله الاعتذار المتكرر لعدة لاعبين مهمين عن تمثيل المنتخب الوطني بين محترفين ولاعبين محليين.
ويبقى حلم التأهل مشروعًا حقيقيًّا للدولة والمسؤولين عبر التخطيط المناسب وإلا فستتواصل خيبات الجماهير بين مدرب مقال وآخر استقال، واتحاد كرة لا يدافع إلا عن مدته القانونية والتربع على عرش اتحاد الكرة.