تعددت الروايات حول أسباب تأجيل مباراة حسم لقب الدوري الممتاز، وسط تساؤلات عن المستفيد الحقيقي من هذا القرار، وما إذا كان الأمر نتيجة سوء تنظيم أو خطة مدبرة.
الحدث كان جللًا، والخيبة عظيمة، حيث تحولت بطولة سداسي التتويج في مدينة ميلانو الإيطالية إلى حديث الأوساط الرياضية المحلية والعربية، بعد ما شهدته الجولة الأخيرة من أحداث مثيرة، عقب تأجيل مباراة الحسم بين الأهلي طرابلس والهلال إلى يوم الثلاثاء، بسبب ما وُصف بـ”فضيحة” غياب تقنية الـVAR والنقل الفضائي.
سلسلة منغصات
لم تمر جولة واحدة من منافسات البطولة إلا وشهدت منغصات، تارة من الأندية وأخرى من اتحاد الكرة أو اللجنة المنظمة. الشرخ كان يتسع أمام مرأى الجميع، والواقع يعكس أن ما أفسدته السياسة انعكس أيضًا على الرياضة.
فعلى الرغم من إنفاق ملايين الدولارات على تنظيم البطولة في ميلانو، فشل اتحاد الكرة في إنهاء الموسم، الذي جاء منذ بدايته أشبه بـ”ولادة قيصرية”، بالشكل اللائق، بين طرد متكرر لأعضاء الاتحاد من فنادق ميلانو، وإغلاق الملاعب أمام الأندية في أكثر من مناسبة، ظلّت الفوضى حاضرة، وسط تبادل التهم بين الاتحاد الذي تنصل من المسؤولية وألقى بها على الجهة المنظمة.
غياب VAR والنقل الفضائي
بعد الإعلان عن بروتوكول التتويج وتعيين الحكم الإيطالي المخضرم دانييلي دوفيري لقيادة مباراة الأهلي طرابلس والهلال، تفاجأ الجميع بعدم وجود الشركة المسؤولة عن نقل المباراة، وكذلك غياب تقنية الـVAR.
في الوقت نفسه، أقيمت مباراة بين السويحلي والأخضر بدون تقنية الفيديو أو نقل تلفزيوني، بينما أقيمت مواجهة الأهلي بنغازي والاتحاد بكامل التجهيزات التقنية والإعلامية.
اتحاد الكرة يوضح
نائب رئيس اتحاد الكرة، فوزي جعودة، أوضح أن الشركة المنتجة لمباريات سداسي التتويج والمشرفة على تقنية الـVAR، استكملت مستحقاتها المالية في يوم المباراة نفسه، ورفضت تشغيل التقنية أو النقل بسبب التأخير.
وأضاف أن الطاقم التحكيمي الإيطالي غادر بعد انتظاره أكثر من ساعة، وأن نادي الهلال رفض خوض اللقاء بدون تقنية الفيديو والنقل التلفزيوني.
الأهلي طرابلس: مستعدون للعب بأي ظرف
إدارة الأهلي طرابلس أصدرت بيانًا أعلنت فيه استعدادها للعب تحت أي ظرف، حتى بدون تقنية الـVAR أو النقل الفضائي، لتجنب تعقيد الموقف وإنهاء البطولة.
النادي أبدى استعداده لتحمل جميع التكاليف، بما في ذلك مصاريف البث وتقنية الفيديو ورسوم الملعب والإقامة والتنقل، مؤكدًا أن ما حدث قد يكون مؤامرة مقصودة أو فشلًا تنظيميًا مدمرًا، محملًا اتحاد الكرة المسؤولية القانونية والأخلاقية عن أي مماطلة أو تأجيل إضافي.
الهلال: لا مباراة بدون VAR
من جهتها، أكدت إدارة الهلال في بيان رسمي رفضها لعب المباراة دون تقنية الـVAR، معتبرة ذلك ضمانًا لتحقيق العدالة بين جميع الفرق.
النادي رحب بمبادرة الأهلي طرابلس، وأعلن استعداده للمشاركة في تحمل تكاليف النقل والتقنية.
تساؤلات مفتوحة
تطورات الأزمة طرحت علامات استفهام واسعة في الشارع الرياضي: هل هناك مؤامرة؟ ومن المستفيد؟ الحقيقة أن كلا الفريقين بحاجة لخوض المباراة؛ الأهلي طرابلس يحتاج التعادل أو الفوز للتتويج، بينما الهلال لا بديل أمامه سوى الفوز.
ما حدث يترك الباب مفتوحًا أمام فرضيات عدة، فيما يبقى السؤال الأهم: هل سينجح اتحاد الكرة في طي هذه الصفحة الثلاثاء في إيطاليا، أم أن الفوضى ستستمر؟
