في خضم الحياة السياسية المعاصرة حيث تتلاطم الأمواج وتتغير التيارات يظل الانخراط في العمل الحزبي خيارًااستراتيجيًا وشخصيًا عميقًا يحمل في طياته أبعادًا تتجاوز مجرد الانتماء إلى كيان سياسي، إنه التزام بمبادئ وتفانٍ فيسبيل رؤية وتضحية من أجل مستقبل أفضل.
وبالنسبة لي فإن اختياري أن أكون ضمن صفوف الحزب الديمقراطي وتحديدًا في طليعته لم يكن قرارًا عابرًا بل هوتتويج لقناعات راسخة وإيمان لا يتزعزع بمشروع سياسي واجتماعي يهدف إلى بناء مجتمع أكثر عدلاً ومساواةوازدهارًا.
إن هذا الانتماء في جوهره هو شرف عظيم أن تكون جزءًا من حركة تاريخية تسعى إلى تحقيق تطلعات الشعوب،شرف أن تحمل على عاتقك مسؤولية تمثيل صوت من لا صوت له، وشرف أن تساهم في صياغة مستقبل وطنك، هذاالشرف لا يأتي من فراغ بل هو نتاج إدراك عميق لحجم التحديات التي تواجه مجتمعاتنا، وإيمان راسخ بقدرة العملالجماعي المنظم على إحداث التغيير الإيجابي المنشود.
إنه شرف يفرض واجبات جسام ويتطلب تفانيًا لا حدود له وصبرًا لا ينضب وقدرة على مواجهة الصعاب بروح لا تلين.
الطريق في العمل الحزبي بحجم وتاريخ الحزب الديمقراطي – Democratic Party هو طريق طويل وشاق إنه ليسمسارًا مفروشًا بالورود بل هو مليء بالعقبات والتحديات، ويتطلب جهدًا متواصلاً وتفكيرًا استراتيجيًا وقدرة علىالتكيف مع المتغيرات.
هذا الطريق يتطلب منا أن نكون دائمًا في حالة تعلم وتطور وأن نستمع إلى نبض الشارع، وأن نفهم تطلعاتالمواطنين وأن نكون قادرين على ترجمة هذه التطلعات إلى سياسات وبرامج قابلة للتطبيق، إنه طريق يتطلب منا أننكون قادة رأي ومحركي تغيير وأن نكون قادرين على إلهام الآخرين للانضمام إلى مسيرة البناء والتنمية.
إن الإيمان بالمشروع هو الوقود الذي يدفعنا قدمًا في هذا الطريق الطويل، فهذا المشروع ليس مجرد مجموعة منالأهداف السياسية بل هو رؤية شاملة لمجتمع نؤمن به مجتمع تسوده العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص واحترامحقوق الإنسان وتزدهر فيه الحريات، وهذا الإيمان هو الذي يمنحنا القوة لمواجهة النقد وتحمل الضغوط والتغلبعلى الإحباطات، إنه الإيمان بأن جهودنا مهما بدت صغيرة تساهم في بناء صرح كبير، وأن كل خطوة نخطوها تقربنامن تحقيق الحلم الذي نتقاسمه جميعًا، وهذا الإيمان هو الذي يجعلنا نرى في كل تحدٍ فرصة للنمو وفي كل عقبةدافعًا للمزيد من الإصرار والعزيمة.
شرف الانتماء يعني أن تكون مستعدًا للتضحية من أجل المصلحة العامة، فالعمل الحزبي يتطلب في كثير من الأحيانالتنازل عن المصالح الشخصية وتقديم المصلحة الوطنية على أي اعتبار آخر، وقد يتطلب منك ذلك بذل الوقتوالجهد، وقد تواجه صعوبات وتحديات جمة، ولكن الإيمان بالمشروع والإدراك بأن ما تقوم به يخدم قضية أكبر منذاتك هو ما يمنحك القوة لمواجهة هذه التضحيات بروح عالية وعزيمة لا تلين.