in

أثينا تنقل ملفاتها الخلافية مع لـيبيا إلى قمم الناتو والاتحاد الأوروبي ومجلس الأمن

صعّدت اليونان مواقفها وكثّفت تحركاتها الخارجية في الملف الخلافي الأساسي مع ليبيا، المتعلق بالنزاع على الحدود الاقتصادية البحرية بين البلدين، الذي أصبحت أثينا تطرحه جنبا إلى جنب مع ما تسميه تزايد تدفقات الهجرة غير النظامية من ليبيا إلى الجزر اليونانية على الضفة الأخرى من المتوسط.

ونقلت اليونان عبر قنوات دبلوماسية متعددة في الأيام الثلاثة الأخيرة، أحد الملفين أو كليهما، إلى قمة حلف الناتو الملتئمة في هولندا، كما طرحته عبر مندوبها في مجلس الأمن الدولي بمناسبة إحاطة المبعوثة الأممية إلى ليبيا، قبل أن يظهر الموضوع مرة ثالثة في قمة الاتحاد الأوروبي المنعقدة الخميس في بروكسل، في تصريحات رسمية لمسؤولين يونانيين، بعضها كان علنيا والآخر ظهر كتسريبات إعلامية.

الهجرة عنوان لملف الطاقة
وقال رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، الخميس، إن “ليبيا يجب أن تتعاون مع اليونان وأوروبا للمساعدة في وقف زيادة تدفقات الهجرة من الدولة الواقعة في شمال إفريقيا”، وجاءت تصريحاته في أعقاب إعلان الحكومة اليونانية الاثنين أنها ستنشر فرقاطتين وسفينة أخرى قبالة المياه الإقليمية الليبية “لردع المهاجرين عن الوصول إلى جزيرتي كريت وجافدوس الجنوبيتين أو إعادتهم قبل خروجهم من المياه الإقليمية الليبية.”

وقال ميتسوتاكيس قبيل قمة الاتحاد الأوروبي في بروكسل التي بدأت الخميس: “سأبلغ زملائي بالزيادة الكبيرة في عدد الأشخاص القادمين من شرق ليبيا، وسأطلب دعم المفوضية الأوروبية حتى يمكن معالجة القضية على الفور”.

وكشف أن مفوض الهجرة بالاتحاد الأوروبي ووزراء من إيطاليا واليونان ومالطا سيتوجهون إلى ليبيا في أوائل يوليو لمناقشة القضية.

في مجلس الأمن الدولي

لكن الصحافة اليونانية كانت أكثر وضوحا في تحليل المواقف المتشددة الجديدة، وقالت صحيفة “كاثيميريني” الخميس، إن أثينا تواجه مشاكل متزايدة في ملف التنقيب عن المحروقات في المناطق البحرية المتنازع عليها، مع حكومة الدبيبة و أيضا مع منافستها في الشرق حكومة حماد “التي أصبحت هي الأخرى أقرب إلى تركيا”.

وعنوت الصحيفة تقريرها، الصادر الخميس، قائلة إن “تركيا بدأت التنقيب عن الغاز في سواحل ليبيا” وهي تشير إلى مذكرة التفاهم الموقعة الأربعاء بين مؤسستي النفط الليبية والتركية التي تنص على إجراء دراسة جيولوجية وجيوفيزيائية لأربع مناطق بحرية جنوب جزيرة كريت، وقال الصحيفة إن المناطق الأربعة المعنية تقع خارج الحدود التي تدافع عنها اليونان لكن المذكرة الجديدة “استخدمت خريطة رئيسية لا تسمح بتجاوز النفوذ البحري اليوناني ستة أميال بحرية جنوب جزيرة كريت”، ونقلت عن مصادر في أثينا، لم تسمِّها، قولها إنها “لن تقبل بأي انتهاك لحقوقها السيادية”.

وتوقعت الصحيفة اليونانية “معالجة البيانات التي سيُحصَل عليها والتي ستغطي مساحة إجمالية قدرها 10 آلاف كيلومتر، في غضون تسعة أشهر على أقصى تقدير”.

محاولة جر الأمريكان
ويقول الإعلام اليوناني، إن وزير الخارجية بحث مع نظيره الأمريكي، على هامش قمة حلف الناتو في لاهاي، زيادة تدفقات الهجرة من ليبيا إلى جزيرة كريت واهتمام شركة شيفرون الأمريكية بالتنقيب عن المحروقات جنوب جزيرة كريت.

وقبل ذلك فتح ممثل اليونان لدى مجلس الأمن الدولي، بشكل مفاجئ، الملفات الخلافية مع ليبيا، مستغلًّا كلمته بعد إحاطة المبعوثة الأممية، وعبّر عن استعداد بلاده للدخول في حوار مع الأطراف الليبية “حول القضايا ذات الاهتمام المشترك بما فيها ذلك تعيين حدود المنطقة البحرية”، لكنه أردف مشككا بالقول “إن التصريحات والإجراءات الهدامة تتحرك في الاتجاه المعاكس”.

ما رأيك ؟

0 نقاط
Upvote Downvote

كُتب بواسطة Journalist

صندوق النقد الدولي: عجز كبير في الاقتصاد الليبي بسبب غول الإنفاق والانقسام الحكومي