in

صواريخ من سبها لضرب أوروبا.. فقاعة سياسية أم استكمال للتمدد الروسي؟

أثار خبر تثبيت أنظمة صاروخية روسية في سبها “لتوجيهها نحو أوروبا” نقاشا زاد من مخاوف أوروبا بشأن النوايا الجديدة لروسيا.

الخبر الذي انفردت وكالة نوفا بنشره زعم أن الخطة وصلت بالفعل إلى مرحلة متقدمة، ليجعل من سبها “نقطة استراتيجية مثالية لضرب الأهداف الأوروبية بالصواريخ المتوسطة والطويلة المدى”، بعد توسيع قاعدة سبها بالتعاون مع بيلاروسيا.

وشكك البعض في صدق الخبر وقالوا إنه لو كان صحيحا لأثار ردود فعل أوروبية رسمية وعلنية قوية، وربطوه بحسابات سياسية وسط القوى المتصارعة داخل طرابلس مؤخرا، لكن تزامن الخبر مع ظهور أنظمة دفاع جوي روسية جديدة في العرض العسكري الأخير لقوات حفتر، في بنغازي، أعطاه زخما أكبر.

• قواعد جوية وفيلق إفريقي
ومهما يكن فقد تصاعد النشاط العسكري الروسي في ليبيا بين سنتي 2024 و2025 بشكل كبير، وبلغ أوجه بعد سقوط نظام بشار الأسد في روسيا، فقد تقاطعت تقارير أوروبية تؤكد تطوير روسيا منشآتها العسكرية وأسلحتها في 3 قواعد جوية، مستدله عليه ببيانات وصور الأقمار الصناعية، في قواعد براك الشاطئ والجفرة والقرضابية، وعملت على تحصينها وتعزيز الدفاعات المحيطة بها.

وحسب ذات التقارير، استكملت روسيا تشكيل ما يعرف بالفيلق الإفريقي الذي ورث وأعاد هيكلة المقدرات المالية والعسكرية للشركات الأمنية والعسكرية الخاصة، وأبرزها مجموعة “فاغنر”، ليكون حاضرا في 5 دول إفريقية، تسعى روسيا لتكون ليبيا نقطة انطلاق إلى العمق الإفريقي لحماية مصالحها.

• الهجرة والطاقة
وفضلا عن التهديد العسكري المباشر للأوراضي الأوروبية، إن صح خبر نوفا، يعتبر الوصول إلى مواني المياه الدافئة في شرق البحر الأبيض المتوسط هدفا كبيرا لروسيا لتتحكم بلمفين هامين للأوروبيين، هما الطاقة والهجرة اللذان يزعزعان استقرار الاتحاد الأوروبي ويعززان صعود اليمين المتطرف.

ويتهم الأوروبيون موسكو بالسعي لتوظيف وجودها في ليبيا لإغراقهم بالمهاجرين وقطع إمدادات الطاقة عنهم.

وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن، قد طرح في مارس 2023، مشروعًا بشأن ليبيا يمتد لعقد كاملٍ، يستهدف ضمان مكاسب ومصالح استراتيجية لواشنطن وأوروبا، إضافةً إلى وقف التمدد الروسي، وتجنيب مصادر الطاقة الصراع السياسي والعسكري بين الأطراف المحلية.

• انسحاب وخوف
ويستفيد التمدد الروسي الجديد من الموقف الأمريكي الجديد في ليبيا، المتراوح بين الغموض والتراجع، بحسب تصريحات رسمية متزايدة من كبار المسؤولين أمريكيين، ‏آخرهم الجنرال مايكل لانجلي، كبير المسؤولين العسكريين الأمريكيين في إفريقيا، الذي قال “يجب أن يكون هناك تقاسم للأعباء العسكرية في إفريقيا”، مبرزا توجه واشنطن للتوقف عن دور الراعي والممول للعمليات العسكرية في القارة السمراء.

ويتناقض هذا، بحسب المتابعين، مع ما يعلنه كبير مستشاري ترامب للشؤون العربية والشرق أوسطية، مسعد بولس، حول اعتزام الإدارة الأميركية تطوير تصور جديد لحل الأزمة الليبية.
وأظهر ترامب تساهلا مع دور روسيا، أقرب للانسحاب، بعد أن كانت أمريكا تتجه نحو صدام بينهما على الأراضي الليبية، ويتخوف الأوروبيون بدورهم من أن تحمل المخططات الأمريكية الجديدة إلى الملف الليبي تحولات لا تراعي مصالحهم.

كُتب بواسطة سلسبيل الرايد

أحزاب التوافق الوطني تؤكد على تشكيل حكومة جديدة موحدة بشكل عاجل

محكمة فرنسية تحكم على دبلوماسي ليبي سابق بالسجن 3 سنوات، و80 ألف يورو غرامة بتهمة الفساد