قالت صحيفة “نيو لاينز” الأمريكية، إن اشتباكات طرابلس قد تدفع ليبيا إلى مفترق طرق من جديد، وتضع حكومة الوحدة عند أضعف نقطة لها منذ تنصيبها في 2021.
وجاء كلام الصحيفة نقلا عن مقال مشترك للباحث في المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية، وولفرام لاخر، والباحث في المجلس الأطلسي، عماد الدين بادي.
وعبر المقال عن مخاوف من تجدد التصعيد بين الفصائل المتنافسة في طرابلس، لإعادة هيكلة توازن القوى على الأرض.
واعتبر المقال أن التداعيات السياسية للاشتباكات الأخيرة أكثر خطورة، حيث صدمت تلك الاشتباكات سكان طرابلس، وتركز الاستياء على الدبيبة واللواء (444 قتال) الذي اشتهر سابقا بانضباطه الأمني، لكنهما الآن يتحملان العبء الأكبر من اللوم على تجاوزات الاشتباكات.
وأوضح المقال أن مشاهد الهدنة الهشة والتظاهرات الشعبية التي ملأت شوارع العاصمة تعكس مزيجا متقلبا من الاستياء الشعبي المتنامي من فشل الحكومة، والحصانة التي تتمع بها الفصائل المسلحة، وكذلك الوجود المحسوب لمعارضي الدبيبة السياسيين.
وبين المقال أن الخط الفاصل بين التعبئة الشعبية والتلاعب الفصائلي قد جرى تجاوزه، وانتقل الصراع مع هذه الأحداث، إلى مرحلة جديدة، وهي صراع السرديات.
ويرى المقال في تظاهرات طرابلس فرصة سانحة لتحدي سلطة الدبيبة من خلال مبادرة سياسية تتمتع بالمصداقية الشعبية.
وأشار المقال إلى ضياع تلك الفرصة بعدما فقدت التظاهرات زخمها مع انقسام المعارضة وانعدام الثقة العميق، حيث افتقرت المعارضة للوحدة والشرعية اللازمة لتقديم بديل مقنع.
وقال المقال إن قوة الدبيبة لا تكمن في التحالف الداعم له، بل في غياب التجانس بين الساعين لاستبداله، حيث فقد مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة المصداقية، وعملا على إدامة الأزمة للحفاظ على السلطة، والأمر نفسه ينطبق على المجلس الرئاسي الضعيف.
وزعم المقال أن المجالس الثلاث حاولت الاستفادة من تداعيات اشتباكات طرابلس، أملا في تحويل موجة الغضب الشعبي إلى دفعة صوب تشكيل حكومة جديدة.
بينما أحبطت النزاعات داخل الجهات الثلاث أي مسعى لاقتراح خطة مشتركة لاستبدال الدبيبة، وهو ما شجع الأخير على رفض أي مطالب باستقالة حكومته.
وتحدث المقال، عن هشاشة هدنة وقف إطلاق النار في طرابلس، معتبرا أن جميع الفصائل تملك محفزات قوية للتصعيد.
وأضاف المقال أن الحديث عن تشكيل حكومة جديدة يزيد حدة التوتر عند آل الدبيبة، وكلما طال أمد هذا الزخم ازدادت إغراءات استباقها عسكريا، ولا سيما باستهداف الجماعات التي تسعى إلى إقامة مركز سلطة بديل في طرابلس، لذا، فقد يرى آل الدبيبة ودائرتهم المقربة في تجدد المواجهة السبيل الوحيد لتأكيد هيمنتهم.
وذكر المقال أن الصراعات في طرابلس لطالما فتحت الباب أمام عائلة حفتر لتوسيع نفوذها دون أن تحتاج إلى الوجود عسكريا في العاصمة.
وأشارا المقال إلى النفوذ الذي يملكه حفتر والتابعون له على الإنتاج النفطي والبرلمان في بنغازي، وهو ما مكنهم من انتزاع تنازلات سياسية ومالية من المنافسين في المنطقة الغربية، وسيتواصل هذا النهج تقريبا، إذ تخدم الانقسامات والحسابات القصيرة الأجل مصالح الأطراف في المنطقة الشرقية.