وصفت مجلة الإيكونوميست البريطانية معرض “ليبيا بيلد” للبناء، الذي أُقيم في العاصمة الليبية طرابلس في 12 مايو، بأنه “أسوأ معرض في العالم”، بعد أن تزامن مع اندلاع أعنف جولة من القتال شهدتها البلاد منذ خمس سنوات.
المعرض، الذي يُعد الأكبر من نوعه في شمال أفريقيا، استقطب رجال أعمال من دول مثل الصين وتركيا ومالطا، لكن سرعان ما تحوّل الحدث إلى كابوس، حيث تساقطت قذائف الهاون، واندلعت اشتباكات مسلحة بالرشاشات الثقيلة، فيما سادت الفوضى شوارع العاصمة التي امتلأت بسيارات محترقة.
وأضافت أنه مع تصاعد العنف، أُغلقت المدارس والأسواق والبنوك، وتم اقتحام المصرف المركزي، في حين أبلغت تقارير عن سرقة غزلان من حديقة الحيوانات. غادرت السفن الميناء، وسارعت تركيا إلى إجلاء مواطنيها جواً.
وذكرت الصحيفة أن القتال أندلع نتيجة انهيار الائتلاف الهش الذي يعتمد عليه رئيس حكومة الوحدة عبد الحميد الدبيبة للبقاء في الحكم، مرجعة السبب المباشر للنزاع بطرابلس إلى السيطرة على المال، متهمة الدبيبة وعائلته بإفراغ خزائن البلاد ومع تراجع إيرادات النفط وانخفاض قدرته على دفع الأموال للميليشيات، بدأت تلك المجموعات بالتمرد والبحث عن مصادر تمويل بديلة.
وتابعت الصحيفة أنه عندما شعر الدبيبة بأن حكمه على المحك، لجأ إلى قادة ميليشيات بعد مقتل غنيوة، إلا أن الأمور خرجت عن السيطرة، وانفجرت الاشتباكات مع جهاز الردع، الذي نجح في السيطرة على نصف العاصمة. في هذا السياق، أعاد الدبيبة فتح مطار طرابلس المغلق منذ سنوات كمحاولة لتأمين طريق هروب محتمل، في ظل استمرار سيطرة الردع على مطار معيتيقة.
وبينت أن الشارع وخاصة الطرابلسي لم يلتزم الصمت، فبتاريخ 14 مايو، خرج الآلاف في مظاهرات واسعة تطالب بإنهاء النظام، إجراء الانتخابات، وتوحيد شطري البلاد.
وأردفت أن السكان عبروا عن خيبة أملهم من الدبيبة، الذي فشل في تنفيذ وعوده بتحويل طرابلس إلى “دبي على المتوسط”، وأجهض آمالهم بإجراء انتخابات طال انتظارها منذ توليه رئاسة حكومة تصريف الأعمال في فبراير 2021.
ولفتت الي انه وسط كل ذلك، تشير تقارير إلى أن الدبيبة أرسل عائلته إلى لندن، بينما لا يزال متمسكًا بالسلطة، مستعينًا بعناصر من مدينته مصراتة لتأمين العاصمة.
وأشارت الصحيفة إلى الدبيبة بات بالنسبة لكثير من الليبيين والدبلوماسيين “جزءاً من الماضي”، في وقت تتجه فيه الأنظار إلى ما ستؤول إليه الأمور في بلد أنهكته الصراعات والانقسامات، لكنه لا يزال يطمح إلى الاستقرار وإجراء انتخابات تنهي حالة الانقسام.