Menu
in

أندية ترحّل أطقمها من العاصمة.. والدوري الليبي في مهب العنف

كطفل يتيم تدهورت به الأوضاع وتكالبت عليه الظروف، هي الكرة الليبية.. ففي كلّ مرة يكسر ظهره ويعود واقفًا بأمل جديد، فبين سندان الحروب المتتالية والأزمات المتكررة جراء وضع بلادنا المتدهور، ومطرقة المسؤولين المسيرين للعبة، غالبًا ما يكون نجاح انتهاء مسابقة من مسابقاتها إنجازا كبيرا، بسبب التركة الثقيلة من عهدٍ إلى آخر.

بسبب الحروب.. 6 بطولات في 14 سنة

من أصل 14 نسخة من بطولة الدوري الليبي وكأس ليبيا لعبت 6 نسخ من الدوري الليبي و3 من مسابقة كأس ليبيا منذ 2011 حتى هذا العام؛ فرغم تعدد الأسباب إلا أن الثمن واحد وكبير على الكرة الليبية، ففي كلّ صعود في المستوى يأتي توقّف مفاجئ تدفع ثمنه الأندية من عقود اللاعبين إلى ترحيل اللاعبين الأجانب ومن ثمّ إلى قضايا لدى الاتحاد الدولي وحرمان من تسجيل اللاعبين، فديون كبيرة ترهق كاهل الأندية.

رغم تسيير الكرة الليبية بتحفظ.. حرب طاحنة

في كلّ موسم من مواسم الدوري الليبي لا ينتهي إلا نحن نضع قلوبنا على أيدينا خوفًا من حصول مجزرة كبيرة تشبه التي حصلت في بور سعيد وأودت بحياة قرابة 80 مشجعا، خصوصا مع ارتفاع المستوى الفني من خلال وجود لاعبين محترفين على مستوى عالٍ سواءً في المنطقة الشرقية أو الغربية، فمع الوصول إلى مراحل حساسة ومتقدمة يزداد التخوف من الجهات الأمنية أكثر من الجماهير، ولكن في الوقت الذي تساند فيه الجماهير فرقها وتترقب مبارياتها، باتت تترقب الخطر الذي يحدّق بها من كلّ النواحي بسبب أحداث دامية أزهقت فيها الأرواح وروعت الآمنين وأُذهبت بها الممتلكات؛ توقّف دورينا ووضعت العصا في العجلة.

دوري يتأجل ومحترفون يغادرون البلاد

بسبب ما حدث في العاصمة طرابلس.. لجنة المسابقات باتحاد الكرة تعلن ترحيل مباريات الجولة السادسة من الدور السداسي للمنطقتين الأولى والثانية من تاريخ 17 من شهر مايو الجاري إلى 22 من الشهر ذاته، لعلّ الأوضاع تتبدل وتعود الحياة إلى طبيعتها رغم بعدها عن الطبيعة، فقابل هذا الإعلان مغادرة فوريّة للطاقم الفني المصري للأهلي طرابلس بقيادة “حسام البدري” و مدير الكرة بالنادي “الهادي خشبة”، وبعض اللاعبين الأجانب على رأسهم الأنغولي “مابولولو”، بالاضافة إلى إرسال مدرب فريق الاتحاد “خوان كارلوس غاريدو” والنجم المصري “محمود كهربا”، كما ودّع الصربي “ديجان آرسوف” نادي المدينة، أما عن بقية اللاعبين المحترفين ففضّلوا البقاء على الرحيل، ونُقلوا بعيدًا عن الأحداث الدامية.

وعود ضخمة للنهوض بالرياضة.. لا أثر لها

الوعود الكبيرة من معظم المسؤولين من حكومة الدبيبة، التي يطلقونها في كلّ مرة لتسكين الجماهير بمسكنات نهضة الرياضة ودعمها، وفي كلّ مرة لا يكاد الدعم يرى، فكيف لحكومة لم تستطع داخليتها تأمين الملاعب والجماهير أن تؤمن ملايين الأرواح من المواطنين؟

فبقيت الرياضة جزءًا لا يتجزّأ من الصفقات والاعتمادات والمشاريع التي تفوق قيمتها المالية ما يُرى على الأرض بعشرات المرات..

مرحلة حاسمة للدوري وللبلاد

لا شك أنّ الوضع الأمني هو العامل الأهم والرئيس لنجاح مسابقة الدوري الليبي، سواء في تأمين المباريات أو فرض وبسط السيطرة على الشغب إلى حماية الجماهير والفرق.. بسبب حرب لا ناقة للرياضة ولا جمل فيها من قبل حكومة الدبيبة، نعود إلى البقعة الأولى ونبقى تحت المتابعة الدقيقة للاتحاد الأفريقي والدولي للعبة، وإعادتنا تحت بند الحظر الكلّي للملاعب الذي تواصل لأكثر من 8 سنوات فيما مضى، جراء هذا الانفلات الأمني.. فهل تعود المياه لمجاريها.. أم تواصل الجهات الأمنية في العاصمة تعكير صفوها؟

كُتب بواسطة alaa salem

Exit mobile version