in

“خطة” أمريكية جديدة في ظل إجراءات “ترامب” الغامضة اتجاه ليبيا

جاء إعلان الولايات المتحدة الأمريكية، اعتزامها طرح مقترحات جديدة لحل الأزمة الليبية في وقت زادت فيه الشكوك حول الأهمية التي تحملها فعلا الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة دونالد ترامب للملف الليبي، في ظل مؤشرات تبدو أحيانا متناقضة وأخرى غير مفهومة.
الإعلان جاء على لسان مستشار ترامب، للشؤون الإفريقية والشرق أوسطية مسعد بولس، حينما قال، إن الإدارة الأميركية تطور تصوّرا للحل الليبي بالتعاون مع كافة الأطراف، مبينا أن إدارة ترامب لديها قرار بالدفع نحو الحل في ليبيا.

وأضاف “بولس” جملة يمكن أن تكون مفتاحا لما تنويه عندما قال “هناك عدة حلول مطروحة لكن يجب أن تحظى بموافقة وتوافق كل الفرقاء، ضمن مشروع موحد لحكم البلاد، بشراكة فعلية” مستعملا شكلا جديد في التعبير عن توحيد المؤسسات السياسية الحاكمة في البلاد.

• صمت وترقب
وعلى غير العادة لم يصدر الإعلان الأمريكي الجديد عن المسؤولين الدبلوماسيين الأمريكيين الذين يتولون الملف، مثل المبعوث الأمريكي الخاص ليبيا السفير ريتشارد نورلاند، وربما هذا ما خلف حالة صمت وترقب حيث لم يلق الإعلان حتى الآن الصدى المعهود في الإعلام الدولي ولم يعلق عليه أي من الأطراف الليبية والدولية المؤثرة في الملف، ومنها المبعوثة الأممية إلى ليبيا، هانا تيتيه.

موقف جديد من روسيا
وربما ساهم في هذه الحالة من الترقب والحذر الإشارات الموصوفة بالمتناقضة من طرف إدارة ترامب اتجاه ليبيا، وتخليه الواضح عن عديد المحددات التي ظلت لسنوات طويلة تحكم السياسة الأمريكية في ليبيا، وأولها موقفه المتراجع عن محاصرة الدور الروسي في ليبيا، الذي كان يتصدر المشهد، ويشهد انخراطا أمنيا ودبلوماسيا أمريكيا كبيرا فيه، إى حذ الإنذار بمواجهة مباشرة أو بالوكالة ما بين القوتين الكبريين على الأراضي الليبية.

مسافة من أوروبا
وشكل هذ التراجع طعنة موجعة في خاصرة الاتحاد الأوروبي، الذي يرى مصالحه التقليدية في أفريقيا كلها مهددة من روسيا عبر البوابة الليبية، كما يرى جهوده تنتكس لدعم صناعة الغاز في ليبيا كأحد موارده الأساسية المحتملة لكسر الطوق الروسي على صادرات الغاز، واحتمال استمرار الحرب الروسية الأوكرانية لسنوات أخرى، وربما يخشى الأوروبيون أن تحمل العودة الأمريكية المعلنة إلى الملف الليبي أخبارا وخططا لا تسرهم وتتناقض مع أولياتهم اتجاه ثلاثي روسيا والهجرة والغاز.

أبواب مغلقة
‏كما تأتي تصريحات المستشار “بولس” في وقت أعلنت فيه إدارة ترامب سلسلة قرارات في “حربها التجارية على العالم” وفي سياسة الهجرة الجديدة، وصنفت ليبيا في الحالتين في دائرة أقل ما يقال عنها، أنها لا تسمح بطمأنة الطرف الليبي الرسمي والشعبي وكسب ثقته في نوايا الإدارة الجديدة، فكانت ليبيا ضمن القائمة المصغرة التي سرب الإعلام الأمريكي في وقت سابق أن ترامب يعتزم حظر تأشيرات الدخول تماما على مواطنيها، ثم ما لبث أن فرضت الإدارة الأمريكية تعريفة جمركية على ليبيا هي من بين الأعلى على الدول العربية الأخرى.
كما وقع ترامب في فبراير الماضي، على تمديد حالة الطوارئ الأمريكية لعام آخر على ليبيا باعتبارها “ما زالت تشكل تهديداً غير عادي واستثنائي للأمن القومي والسياسة الخارجية الأمريكية”.

أي فرص للنجاح؟
كل هذه الظروف جعلت من الإعلان الأمريكي الجديد يثير مزيدا من الأسئلة أكثر مما يجيب عنها، لأن الظاهر من سياسة ترامب الجديدة حتى الآن هو ما تستكمله بثبات الإدارات العسكرية والأمنية في تتبع مسارات تنظيم داعش العابرة للصحراء الليبية والافريقية، وما دون ذلك فلا يمكن لأحد أن يتنبأ أين تتجه، وما هي فرص نجاحها.

كُتب بواسطة سالم محمد

وصول السفينة القيادية لأسطول البحرية الأمريكية السادس إلى ميناء طرابلس

ممثلو ليبيا السويحلي والاتحاد والنصر يستهلون مشاركتهم في بطولة إفريقيا للأندية البطلة بانتصار