قالت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا هانا تيتيه، إن عدم وجود ميزانية موحدة زاد الوضع سوءا في ليبيا؛ مما يتسبب في عدم استقرار الاقتصاد الكلي الذي أدى إلى نقص النقد الأجنبي والتضخم وانخفاض قيمة العملة.
وحذرت تيتيه خلال إحاطتها أمام مجلس الأمن، من أن الأزمة السياسية في ليبيا مستمرة بسبب التنافس على الموارد الاقتصادية والمؤسسات المفككة، والإجراءات الأحادية التي تعمق الانقسامات.
وأشارت تيتيه إلى أن البعثة انخرطت مع خبراء اقتصاديين لتحديد إصلاحات للإدارة المالية والاستدامة، مؤكدة استعداد البعثة لدعم الأطراف السياسية الرئيسية للاتفاق على ميزانية موحدة لمنع أزمة تلوح في الأفق.
وذكرت تيتيه أن البعثة تدعم عمل اللجنة الاستشارية المكلفة بوضع خيارات لمعالجة القضايا الانتخابية الخلافية، مشيرة إلى أن اللجنة عقدت جلسات في بنغازي وطرابلس، ومن المتوقع أن تقدم تقريرها الذي يتضمن خيارات للمضي قدما بحلول نهاية الشهر.
وأضافت تيتيه أن تشكيل حكومة انتقالية لم يُعالج التحديات الأساسية التي تواجه ليبيا، في حين تتفق جميع الأطراف على إجراء انتخابات، إلا أن هناك آراء متباينة بشأن وضع إطار دستوري قبل إجراء انتخابات عامة.
وأكدت تيتيه أن وجود الإرادة السياسية للتوصل إلى حل وسط أمر بالغ الأهمية لوضع خارطة طريق توافقية لحل الأزمة السياسية في ليبيا وإنهاء المرحلة الانتقالية.
وشددت تيتيه على ضرورة دمج الانتخابات ضمن إطار سياسي شامل يُعزز بناء الدولة من خلال توحيد المؤسسات وتعزيزها.
وأضافت تيتيه أن البعض يرى أن حكومة موحدة جديدة هي الحل الوحيد، بينما يرى آخرون أنها ستطيل أمد الفترة الانتقالية التي تقارب 15 عاما.
وفي سياق متصل، قالت تيتيه إن اتفاق وقف إطلاق النار لعام 2020 صامد إلى حد كبير، لكن الوضع الأمني لا يزال متقلبا، ففي ظل استمرار الحشد العسكري والتنافس العدائي على السيطرة الإقليمية خاصة بين المجموعات المسلحة في المنطقة الغربية.
وأعربت تيتيه عن قلقها إزاء الارتفاع الأخير في خطاب الكراهية العنصري وكراهية الأجانب الذي قالت إنه يحرض على العنف ضد المهاجرين وطالبي اللجوء واللاجئين والمنظمات الإنسانية التي تقدم الدعم المنقذ للحياة.
وفيما يتعلق بالانتخابات البلديات، أشادت تيتيه بالتقدم المحرز في المرحلة الثانية من الانتخابات المحلية التي ستجرى في 62 بلدية، منها طرابلس وبنغازي وسبها، مشيرة إلى أن هذه الانتخابات حاسمة لإرساء حكم ديمقراطي.