طالبت 27 منظمة دولية لحقوق الإنسان الاتحاد الأوروبي بتجميد تمويله للسلطات الليبية، عقب اكتشاف مقبرة جماعية تضم جثث أكثر من 28 مهاجرًا في جنوب الصحراء الليبية، في واقعة أثارت قلقًا دوليًا واسعًا بشأن أوضاع المهاجرين في ليبيا.
وأعربت المنظمات، في بيان مشترك، عن صدمتها الشديدة إزاء هذا الاكتشاف، معتبرة أنه دليل على الفشل الذريع للتمويل الأوروبي في وقف الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في ليبيا، رغم الوعود السابقة بتحسين الأوضاع، وذلك وفق ملاحظة صدرت العام الماضي عن محكمة أوروبية.
ودعت المنظمات الاتحاد الأوروبي إلى اتخاذ موقف أكثر حزمًا تجاه ليبيا، على غرار موقفه الصارم مع تونس، مشددة على أن استمرار الدعم المالي للسلطات الليبية دون آليات رقابة واضحة يسهم في تفاقم أزمة المهاجرين وانتهاكات حقوق الإنسان في البلاد.
في سياق متصل، أعلنت الأمم المتحدة، الأربعاء، عن انتشال 93 جثة من مقبرتين جماعيتين تم العثور عليهما مؤخرًا في ليبيا، خلال عمليات أمنية استهدفت شبكات الاتجار بالبشر.
وقالت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية، روزماري ديكارلو، خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي، إن الاكتشاف المثير للقلق والمأساوي للمقبرتين الجماعيتين، عقب الإغارة على مواقع الاتجار بالبشر، يؤكد الخطر الجسيم الذي يواجها المهاجرون في ليبيا.
وأضافت ديكارلو أن المقبرة الأولى تم العثور عليها في 7 فبراير داخل مزرعة بمنطقة إجخرة شمال شرقي ليبيا، بينما تم اكتشاف المقبرة الثانية في اليوم التالي بمنطقة الكُفرة جنوب شرقي البلاد، وهو ما يعكس تصاعد المخاطر التي يواجها المهاجرون العالقون داخل ليبيا، حيث يتعرضون للاستغلال والانتهاكات الجسيمة من قبل شبكات التهريب والجماعات المسلحة.
