طالبت 10 منظمات مدنية ليبية، المؤسسات التشريعية بتحديث القوانين وإصدار تشريعات تتماشي مع المعطيات المعاصرة، وأهمها العالم الرقمي، في ظل المحتويات التي ينشرها المشاهير “المؤثرون”، في ظل غياب أي إعلام حكومي تربوي حقيقي للأطفال.
وقالت المنظمات، في بيان لها، إن “المؤثرين” الليبيين على تطبيق “تيك توك” يهددون سلامة الصحة النفسية والقيم الأخلاقية للأطفال والمراهقين في ليبيا.
وأوضح البيان أن سلامة الصحة النفسية للأطفال باتت في خطر، بسبب هذه المحتويات، داعية الجهات الرقابية ومؤسسات إنفاذ القانون إلى إصدار تعليمات واضحة بمنع أي تجاوز يسيء للمصلحة الفضلى للطفل، خاصة التنمر على الأطفال واستهدافهم بالمحتويات الخادشة للحياء.
وأضافت المنظمات أن التشريعات الليبية تعاني القصور في ضبط وحماية حقوق الطفل في العالم الافتراضي. في ظل اهتمام المراهقين بمتابعة حسابات عشرات “المؤثرين” من الجنسين دون مراعاة الفوارق العمرية، ويكثر نقل ونشر مقاطع مصورة لشباب وفتيات، يقومون بأفعال دون ضوابط.
ونبّه البيان إلى أن تلك المقاطع لا تتضمن أفعالا وأقولا خادشة للحياء فحسب بل تجاوزات كبيرة مثل الحديث على العلاقات الجنسية والتلفظ بألفاظ نابية، مشيرا إلى أن من أخطر التجاوزات، هو تواصل بعض المؤثرين مع قاصرين وأطفال عبر بث مباشر يحدث فيه التنمر واستخدام الطفل كمادة للسخرية وجلب متابعات.
وأوصى البيان الحكومة بتشكيل لجنة من الخبراء لوضع سياسة وطنية لتحديد كيفية الحد من مخاطر منصات وتطبيقات “التواصل الاجتماعي” على الأطفال والقاصرين.
وطالب البيان وزارة التعليم بأن تعي أنها المعنية بالتربية والتعليم، وأن تكون موادها وأساليبيها التربوية تتناسب مع أدوات العصر، مما يجذب انتباه الأطفال، فلا ينجذبون إلى قنوات أو مواد ضارة لصحتهم النفسية والعقلية.
وشدد البيان على ضرورة أن تتحمل وزارة الشؤون الاجتماعية مسؤوليتها المهمة في التوعية والتثقيف المجتمعي فيما يتعلق بقضايا حماية بيئة الأطفال، والعمل على مد جسور التواصل الفاعل بين أولياء الأمور والمؤسسات التعليمية.
وضم البيان 10 منظمات ليبية، شملت البريق لحقوق الطفل، وإحقاق للتنمية، والمُؤسسّة الوطنيّة لحقوق الإنسان، والمنظمة العربية الدولية لحقوق المرأة، والنصير، والتضامن لحقوق الإنسان، ورواد الفكر، وشباب، وأطوار للأبحاث والتنمية، و”تبينوا” لحقوق الإنسان.