in

لماذا تتمسك المنقوش بصفة “وزير الخارجية” وتصعد في ملف اللقاء الإسرائيلي ؟

في خرجتها الإعلامية الثانية خلال شهر، عادت نجلاء المنقوش لتتمسك بصفتها وزيرة للخارجية في حكومة الدبيبة، غير معتدّة بقرار تعليق مهامها الذي أعلنه الدبيبة عندما انفجرت فضيحة لقائها وزير الخارجية الإسرائيلي سرا في أغسطس 2023، والتزمت الصمت بعدها طوال نحو عام ونصف، لكن في خرجتها الجديدة على صفحات جريدة “الغارديان” البريطانية، ذهبت المنقوش ابعد هذه المرة، وقالت إن إبعادها عن ليبيا وعن وزارة الخارجية كان “لعبة جيوستراتيجية” لم تحدد أطرافها ولا أهدافها.

واختارت المنقوش، مناسبة الاحداث الجديدة في سوريا، لتنشر مقالا على صحيفة الغارديان، تدعو فيه المجتمع الدولي إلى “التحرك المنسق لمنع تكرار سيناريو ليبيا في سورية حتى لا تصبح دولة منهارة أخرى تحت وطأة اللامبالاة العالمية والقيادة المنقسمة”، على حد تعبيرها.

• ضحية “لعبة استراتيجية”
واستهلت المنقوش مقالها قائلة : “بصفتي السيدة الأولى التي تشغل منصب وزيرة خارجية في ليبيا، فأنا أدرك بشكل مؤلم” المخاطر التي يمكن أن تنتج عن الأحداث الجارية في سوريا.

و اعتبرت المنقوش أنها “ضحية لعبة جيواستراتيجية”، وقالت “بينما أقيم حاليا في بريطانيا، كنت نتاج لعبة جيوسياسية أجبرتني على المنفى”، وهي المرة الأولى التي تربط فيها المنقوش بين مغادرتها منصبها وبين مؤامرة ذات أبعاد دولية حسب ما يفهم من كلامها، دون أن تحدد بالضبط من هي الأطراف التي نفذتها، مع تأكيدها سابقا أن لقاءها وزير الخارجية الإسرائيلي “جرى بتكليف وتنسيق وترتيب من الدبيبة وبجدول أعمال رسمي سلم لها” ، قبل أن تعود لتستدرك بخصوص “منفاها الإجباري” قائلة: “لكن قصتي ليست بالاستثنائية” مثلها مثل نحو 400 ألف ليبي نزحوا خارج ليبيا، حسب وصفها نتيجة “الفوضى وسيطرة من وصفتهم بـ”زعماء الحرب” على البلاد.

• العودة واستكمال التحقيق
وفي مقابلتها السابقة قبل نحو شهر على شبكة الجزيرة، قالت المنقوش، إنها “ما زالت وزيرة للخارجية من ناحية إدارية وقانونية وإن كان هناك تحفظ من ناحية سياسية”، وعبرت عن استعدادها للمثول لأي تحقيق لأن موقفها، بحسب تأكيدها، سليم”، حيث تطالب الدبيبة باستكمال التحقيق الإداري الذي اعلنه في حقها ليلة مغادرتها طرابلس، التي حدثت حسب وصفها رغما عنها، وكانت “بقرار سياسي” حيث “منعت من الإدلاء بأي تصريح يكشف حقيقة ما جرى، وطُلب منها مغادرة طرابلس” كما قالت “على أساس عودتها بعد أيام، لكن الغياب طال لسنة وأشهر”.

• ملف مفتوح

وتشير التصريحات الجديدة للمنقوش إنها ماضية في المطالبة بالكشف عن كل خبايا لقاء إيطاليا، وإبقاء الملف مفتوحا، خاصة أن مقالها الجديد على الغارديان جاء أياما قليلة بعد أن رد الدبيبة وكذّب ضمنيا ما جاء في حديثها للجزيرة، وجدد تمسكه بنفس كلامه السابق، عندما نفى أن يكون على علم باللقاء مع وزير الخارجية الإسرائيلي.
وتقول المنقوش، إنها مستعدة للكشف عن كل شيء وعن خبايا أخرى ما زالت تتحفظ عن كشفها، ربما منها أهداف اللقاء مع وزير الخارجية الإسرائيلي وطبيعة النقاط التي ناقشاها سرا في إيطاليا، حيث أن كلامها عن “مناقشة قضايا استراتيجية تتعلق بأمن واستقرار البحر المتوسط” زاد من غموض اللقاء وأهدافه، وبات يطرح زوايا تتعلق بالأمن القومي والسيادة الاقتصادية الليبية على حدودها وثرواتها، وتفرض ضرورة تفسير علاقة إسرائيل بهذه المواضيع السيادية وهي لا ترتبط مع ليبيا بأي حدود جغرافية.

كُتب بواسطة سالم محمد

الانفلات القيمي في ليبيا: من يوقف الانحدار؟