in

هل تحقق “هانا تيتيه” ما فشل فيه المبعوثون السابقون إلى ليبيا؟

في 24 يناير 2025، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، تعيين الغانية هانا سيروا تيتيه ممثلة خاصة له في ليبيا ورئيسة لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، خلفًا للسنغالي عبد الله باتيلي الذي شغل المنصب حتى منتصف مايو 2024.

وتتمتع “تيتيه” بخبرة كبيرة على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية حيث شغلت منصب المبعوثة الخاصة للأمين العام لمنطقة القرن الأفريقي، كما سبق أن كانت وزيرة للخارجية في غانا بين عامي 2013 و2017، ووزيرة للتجارة والصناعة بين عامي 2009 و2013. كما كانت عضوًا في البرلمان الغاني وممثلة لبلادها في مناصب دبلوماسية متعددة.

وتواجه “تيتيه” تحديات كبيرة في مهمتها بليبيا، أبرزها الانقسام السياسي الذي يعوق تشكيل حكومة موحدة، في ظل الصراع الدائر وصعوبة التوصل إلى توافق بين الفصائل المتنازعة.

كما أن تأثير القوى الإقليمية والدولية على الشأن الليبي يزيد من تعقيد الأزمة مع استمرار وجود المليشيات وانتشار السلاح الذي يهدد الاستقرار ويعرقل جهود السلام.

وتسعى “تيتيه”بالنظر إلى خبرتها الدبلوماسية الواسعة، إلى تعزيز الثقة بين الأطراف الليبية المختلفة من خلال الحوار المستمر، وتوحيد جهود المجتمع الدولي لدعم العملية السياسية في ليبيا، إضافة لتعزيز قدرات المؤسسات الليبية لضمان تقديم الخدمات الأساسية وتحقيق الاستقرار.

ومن جهتها، قالت عضو مجلس النواب أسماء الخوجة في تصريح للرائد، إن المبعوثين الأمميين توالى الكثير منهم على ليبيا، وسياستهم تقريبًا واحدة في التعامل مع الملف الليبي لأنه يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالمجتمع الدولي، ولهذا لن تتغير السياسات والاستراتيجيات بتغيير المبعوثين.

ورأت الخوجة أن اعتماد قرار مجلس الأمن لخطة “ستيفاني خوري” وتغييرها إرضاءً للجانب الروسي هو نوع من إيجاد توازن يمكن أن يؤدي إلى حل، وإن كان هذا الاحتمال فيه القليل من الضعف.

وفي سياق متصل، رحبت الحكومة الليبية المكلفة من مجلس النواب برئاسة أسامة حماد، بتعيين هانا تيتيه رئيسة جديدة للبعثة الأممية، داعية لنهج عملي لدعم جهود الحل الليبي.

وأكدت الحكومة في بيان لها، أن “البعثة الأممية يقع على عاتقها دور حاسم في دعم كافة الجهود الليبية الرامية إلى حل الأزمة بعيدا عن أي محاولات لتقويض هذه الجهود”، مع التعامل على قدم المساواة.

كما شددت الحكومة على رفضها للسياسات التي انتهجها بعض رؤساء البعثة السابقين، معربة عن أملها في أن تعمل حنا تيتيه على تعزيز الحوار الليبي-الليبي كمسار وحيد لإنهاء الانقسامات بجميع أشكالها، مع رفض أي إملاءات خارجية قد تضر بمصلحة البلاد.

ورحب بدوره رئيس المجلس الرئاسي “محمد المنفي”، بتعيين الغانية “هانا تيتيه”، آملاً أن تتمكن من كسر حالة الانسداد السياسي الراهنة وإجراء انتخابات عامة حرّة، مشيرًا إلى أن هذا التعيين يأتي في وقت حرج ومهم بالنسبة للقضية الليبية.

من جانبه رحب رئيس الحزب الديمقراطي بتعيين “تيتا “مؤكدا على أهمية أن تساعد هذه الخطوة على تفعيل دور البعثة بأكثر إيجابية والدفع بالعملية السياسية والبناء على الخطوات السابقة، بما يساعد على تجاوز الحالة الراهنة التي أصبح استمرارها مُنذراً بالانزلاق إلى وضع خطير قد يصعب تجاوز تداعياته.

ودعا صوان كل الدول المعنية بليبيا للتعاون مع ” تيتا ” والبعثة الأممية، بما يحقق الاستقرار في ليبيا، فاستمرار الصراع أو الدخول في دوامة الفوضى لن تقتصر تداعياته على ليبيا فقط، بل ستشمل محيطها الإقليمي والدولي.

ومن المتوقع أن تستمر القائمة بأعمال رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا “ستيفاني خوري”، في إنشاء لجنة استشارية من شخصيات ليبيين لحل القضايا العالقة في الإطار الانتخابي وبناء توافق تدريجي بين القوى السياسية، والبناء عليها بتعزيز الحوار السياسي وتقديم الدعم اللازم للجنة الاستشارية المقترحة لضمان وضع معايير فعّالة لتشكيل حكومة جديدة وحشد الدعم الدولي لضمان تنفيذ الخطة.

ومنذ عام 2011، تولى عدد من المبعوثين الأمميين لمحاولة تحقيق الاستقرار وإنهاء الأزمة السياسية والأمنية التي تعصف بالبلاد، بلغ عددهم 10 مبعوثين، وهم:

إيان مارتن (2011-2012).
طارق متري (2012-2014).
برناردينو ليون (2014-2015).
مارتن كوبلر (2015-2017).
غسان سلامة (2017-2020).
ستيفاني ويليامز (بالإنابة، 2020-2021).
يان كوبيش (2021).
ستيفاني ويليامز (بالإنابة مرة أخرى، 2021-2022).
عبد الله باتيلي (2022-2024).
هانا سيروا تيتيه (2025 – حاليًا).

فهل ستتمكن هانا تيتيه من تحقيق ما فشل فيه المبعوثون السابقون؟

كُتب بواسطة سالم محمد

زيارة مرتقبة لعقيلة إلى باريس و روما لبحث تشكيل حكومة توافقية

عبدالمجيد يؤكد أهمية دور الاتحاد الأفريقي في رعاية المصالحة الوطنية الليبية