in

حوض غدامس.. المياه المشتركة بين تونس والجزائر وليبيا تحت المجهر

قال خبير المياه والمسؤول السابق بوزارة الفلاحة التونسية، محمد صالح قلايد، في تصريح لوكالة الأناضول التركية، إن للجزائر وليبيا الحق في استغلال مياه حوض غدامس، الذي يمتد جزء صغير منه داخل الأراضي التونسية، مشيرًا إلى أن تونس بالفعل تستغل المياه الجوفية العميقة خاصة في منطقة قبلي.

وأوضح قلايد أن المياه العابرة للحدود تخضع لاتفاقيات دولية وأخرى ثنائية بين الأطراف لضمان الاستغلال المشترك، مشددًا على أن تكلفة استخراج هذه المياه بالنسبة لتونس مرتفعة بسبب العجز الطاقة، مما يجعل المقارنة مع الجزائر وليبيا غير منصفة بحكم امتلاكهما مصادر طاقة كبيرة، مشيرا إلى أن إلى أنه بدون الاعتماد على الطاقات البديلة، سيكون استغلال هذه المياه غير ذي جدوى اقتصادية لتونس.

وأضاف قلايد أن هناك اتفاقية قديمة تعود إلى حوالي 20 عامًا لتبادل المعلومات حول استغلال الحوض، لكنها لم تُفعل حتى الآن، مؤكدا على أهمية تبادل البيانات بين الدول الثلاث لمعرفة حجم السحوبات المائية، منتقدًا الآبار العشوائية التي تُصعّب عملية مراقبة السحب الفعلي.

وأشار إلى أن حوض غدامس يعد خزانًا مائيًا كبيرًا، إلا أن استغلاله غير واضح، حيث تتستر الدول على المعلومات الدقيقة، مشددا على أن توفير معلومات شفافة قد يؤدي إلى مطالبات رسمية بحقوق مائية عبر المنظمات الدولية، موضحا أن جزءًا من مياه النهر الصناعي الليبي يُستخرج من هذا الحوض.

وفي سياق متصل، أشار قلايد إلى تراجع كبير في الموارد المائية في تونس، مما قد يدفع البلاد مستقبلاً إلى زيادة الاعتماد على المياه الجوفية، معتبرا أن طرح موضوع حوض غدامس على مستوى رؤساء الدول والحكومات يعكس أهميته الكبيرة كمورد مائي استراتيجي مشترك.

من جهته قال مدير عام شركة التنقيب عن المياه في الجزائر عصام المقراني إن التحدي المطروح الآن هو كيفية استهلاك هذه الطبقة المائية بطريقة علمية، بحيث تستفيد منها شعوب المنطقة في الشرب والري، خاصة وأن البنك الدولي يصنف منطقتنا من بين أضعف البلدان في استهلاك المياه، والفرد المغاربي يستهلك أقل من 1000 متر مكعب سنويا.
وتابع في تصريح للوكالة أن الأحواض المائية في الجزائر موجودة بالصحراء، وهي منطقة مشتركة مع تونس وليبيا، وفيها نحو 50 مليار متر مكعب من المياه الجوفية، ولا يوجد بها استنزاف حاليا.

مضيفا أن مسألة الملوحة ليست مطروحة في نوعية المياه في الجانبين الجزائري والليبي، فمياه الجزائر من أحسن المياه جودة في العالم حسب تعبيره

ويشكل حوض غدامس خزانا كبيرا للماء يمتد على أكثر من مليون متر مربع، 700 ألف كيلومتر مربع في الجزائر، و260 ألفا بليبيا، و60 ألفا في بتونس بحسب تقديرات جزائرية نقلتها الوكالة.

يذكر أن الجزائر وتونس وليبيا وقعوا في 24 أبريل الماضي، اتفاقية لإنشاء “آلية تشاور حول إدارة المياه الجوفية المشتركة بالصحراء الشمالية”، يكون مقرها الجزائر

كُتب بواسطة Hanan Salem

استياء من تضرر طريق “الرابش” في أبوسليم بعد صيانتها

كرموس: النواب والدولة سيجتمعون قريبًا في درنة لتحديد آلية اختيار السلطة التنفيذية الجديدة