قالت مجلة “أفريكا كونفيدنشال” البريطانية المتخصصة في تحليل التطورات السياسية والاقتصادية والأمنية في إفريقيا، إن انهيار نظام بشار الأسد من المتوقع أن يقود إلى تداعيات كبيرة على العمليات الروسية في ليبيا وشمال إفريقيا، حيث خسرت موسكو حليفاً إقليمياً مهماً بفرار الأسد إلى روسيا، حيث كانت قاعدة طرطوس البحرية على الساحل الشرقي للبحر المتوسط تمثل نقطة دعم لوجستي مهمة لعمليات الكرملين في المنطقة.
وأشارت إلى أن مراكز أبحاث، مثل “معهد دراسة الحرب” الأمريكي، إلى احتمال أن تسعى روسيا لتأسيس قواعد جديدة على القارة الإفريقية لتعزيز تحالفاتها الجيوسياسية.
ليبيا كوجهة محتملة
وتابعت المجلة أن ليبيا تعتبر الوجهة الأكثر ترجيحاً، حيث كثّفت موسكو خلال الأشهر الأخيرة جهودها لتعزيز منشآتها العسكرية ومخزون الأسلحة في قواعد “براك الشاطئ” و”الجفرة”.
وقد شهدت قاعدة الجفرة تدريب قوات موالية لخليفة حفتر على يد مجموعة “فاغنر” الروسية التي تُعد من أهم أذرع روسيا العسكرية خارج حدودها.
التأثير على أمن الطاقة الأوروبي
وأضافت المجلة أنه منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022، عمل الاتحاد الأوروبي على تنويع مصادر الطاقة من خلال شراكات مع دول مثل مصر والجزائر، إضافة إلى استثمارات في الطاقة الخضراء مع مصر، موريتانيا، وتونس، ومع ذلك، فإن وجوداً روسياً أكبر في ليبيا قد يهدد إمدادات الطاقة الأوروبية ويمنح موسكو نفوذاً أوسع في شمال إفريقيا.
تداعيات على الاستقرار الليبي
ورأت أنه من المرجح أن يؤدي تصاعد النفوذ الروسي إلى تقويض فرص التوصل لاتفاق سلام ومشاركة في السلطة بين الحكومة المدعومة من حفتر في بنغازي وحكومة الوحدة الوطنية المعترف بها دولياً في طرابلس.
وتطرقت المجلة إلى اهتمام رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبد الحميد الدبيبة، بالانضمام إلى مجموعة “بريكس” المتوسعة، التي تضم روسيا كعضو أساسي.
وقالت المجلة إن قوات حفتر تحتاج إلى طلب إذن لاستخدام القواعد الروسية الموجودة على الأراضي الليبية، وفقاً لتقارير مجموعة “ذا سنتري” الأمريكية.
واعتبرت أن هذا التطور يمثل نقطة تحول في توازن القوى في شمال إفريقيا، ويثير تساؤلات حول مستقبل النفوذ الروسي في المنطقة وتأثيره على استقرارها.