في خطوة غير مسبوقة، استضافت أنقرة لقاء جمع أعضاء اللجنة العسكرية الليبية المشتركة “5+5” بحضور وزير الدفاع ورئيس أركان الجيش التركيين.
وناقش اللقاء سير عمل اللجنة وما حققته على الأرض، فيما ثمن وزير الدفاع التركي دور اللجنة في تثبيت وقف إطلاق النار في ليبيا منذ توقعيه قبل ثلاث سنوات.
ونقل عضو اللجنة العسكرية، الأمين العام لقيادة قوات حفتر، خيري التميمي عن وزير الدفاع التركي “سعادته بالتقارب” بينهما.. لطي صفحة الماضي”، وأضاف أن اللجنة رحبت بالتقارب المصري التركي.
ويعكس اللقاء المستوى المتقدم الذي بلغه تطبيع علاقة تركيا مع الأطراف العسكرية والسياسية الحاكمة في الشرق الليبي، بعد سنوات طويلة من العداء الشديد، وطموح أنقرة لتتحول من طرف أساسي في الصراع إلى وسيط موثوق بين الشرق والغرب.
•وسيط موثوق
اللقاء يأتي بعد أيام قليلة من تصريحات إعلامية لوزير الخارجية التركي هاكان فيدان، قال فيها إن رجال الأعمال الأتراك يتفاعلون مع الأطراف الليبية في شرق البلاد، كما تتواصل الاتصالات مع المسؤولين في المنطقة، مشيرًا إلى افتتاح قنصلية لتركيا في بنغازي.
وكان ملاحظا تأكيد فيدان أن تركيا تولي أهمية كبيرة لتوفير “بيئة بدون صراع، تساهم في تحقيق الوحدة الوطنية الليبية بناء على حقائق أرض الواقع، وتعمل على تنفيذ ذلك خطوة بخطوة ضمن إطار استراتيجية محددة”، وهو ما يعني أن تركيا تريد استيعاب الخريطة المنقسمة في ليبيا كما هي والاضطلاع بمهمة الوسيط.
الملحق العسكري للرجمة
وجاء لقاء اللجنة العسكرية المشتركة في أنقرة نتيجة لخطوات سابقة في مسار التطبيع العسكري، آخرها جرت
مطلع نوفمبر عندما استقبل خيري التميمي الملحق العسكري التركي لدى ليبيا والوفد المرافق له، في الرجمة بمدينة بنغازي، في لقاء “تناول سبل التعاون المشترك بين الجانبين”.
في حين استقبل وزير الدفاع التركي، يشار غولر، شهر أكتوبر، كلًا من وزير الداخلية في طرابلي عماد الطرابلسي، ورئيس أركان القوات البرية التابع لحفتر، نجله صدام، خلال حضورهما فعاليات معرض “ساها إكسبو 2024” للدفاع بمدينة إسطنبول، حيث نشرت وزارة الدفاع التركية صورا لصدام يجلس جنبا إلى جنب مع وزير الداخلية عماد الطرابلسي.
مفتاح الاقتصاد
وسبق تطبيع العلاقات العسكرية، خطوات هامة في تعزيز التعاون الاقتصادي بين أنقرة والشرق الليبي، التي كانت أول اختبار ناجح للصفحة الجديدة، فبعد أسابيع قليلة على تعيينه مديرا لـ “صندوق إعمار ليبيا” في فبراير 2024، أعلن بلقاسم حفتر إبرامه اتفاقيات هامة مع شركات تركية لتنفيذ أعمال صيانة وتطوير لعدد من منشآت البنية التحتية في بنغازي ومدن الشرق الليبي الأخرى، ثم طار بعدها إلى أنقرة ليلتقي وزير الخارجية هاكان فيدان.
وفي مرحلة لاحقة اقترحت حكومة حماد “إقامة منتدى ومعرض اقتصادي ليبي – تركي يمكن من خلاله تنظيم معارض دورية للشركات الليبية والتركية في بنغازي بالتنسيق والشراكة مع مختلف المؤسسات ذات العلاقة”.