Menu
in

الحديث عن حاجة تونس لترسيم الحدود مع ليبيا يثير الجدل

لم تتأخر ردود الفعل، من إعلاميين ورواد مواقع التواصل، في ليبيا، على حديث وزير الدفاع التونسي خالد السهيلي عن “ترسيم الحدود مع ليبيا” وتأكيده أن “متابعته تجري على مستوى لجنة مشتركة”، خلال عرضه ميزانية الدفاع بمجلس النواب، مضيفا أن تونس “لن تسمح بالتفريط في أي شبر من التراب الوطني”، ومؤكدا أن مهمة  اللجنة الليبية – التونسية هي “تحديد وضبط الحدود، وتتكون من وزارة الدفاع الوطني والداخلية ، على غرار اللجنة المشتركة التونسية الجزائرية”.

وجاء حديث الوزير التونسي في سياق نقاش برلماني روتيني، لكن مسألة الحدود غالبا ما تثير ردود فعل حادة، خاصة من الطرف الليبي غير الرسمي، الذي لا يرى ضرورة للعودة لملف مغلق بموجب القانون الدولي، فضلا عن أن الظروف الخاصة التي تعيشها ليبيا تتطلب عدم إثارة هذا النوع من القضايا السيادية في علاقاتها الخارجية.

وتمتد حدود ليبيا مع تونس على مسافة 459 كيلومترًا، وتضم أكبر المعابر البرية التي تربط ليبيا بدول الجوار، معبرا رأس جدير ووازن ـ الذهيبة.

حقل البوري وسانية الأحمر

وفي صيف 2022 ترددت أخبار عن تحويل جزئي للعلامة الفاصلة بين حدود البلدين، على مستوى منطقة “سانية الأحمر” التي تدخل ضمن الأراضي الليبية بموجب اتفاقية الحدود السارية المفعول منذ سنة 1910.

وسبق أن أثار الرئيس التونسي قيس سعيد ردود فعل مستهجنة بعد أن قال العام الماضي إن “تونس لم تحصل إلا على الفتات” من حقل البوري النفطي، الموجود في عرض المياه الإقليمية الليبية، زاعما أن مفاوضات في الماضي مع السلطات الليبية قبل ثورة فبراير، أبانت عن موافقتها على تقاسم إنتاج الحقل مع ليبيا، وهو الكلام الذي يناقض حكم محكمة العدل الدولية الصادر لصالح ليبيا في قضية الجرف القاري المعروفة.

وتذكر المصادر المتخصصة أن تونس وليبيا اتفقا أيضا في أعقاب حكم العدل الدولية، على تمويل مشاريع مشتركة حسب نسبة عائدات النفط، ومنها مشروع طريق رأس جدير – بن قردان، بمعزل عن قضية حقل البوري.

وتبقى ترسيم الحدود بين ليبيا وتونس من القضايا الحساسة التي تتطلب مقاربة مدروسة توازن بين المصالح الوطنية والمصالح المشتركة، ومع الاعتراف بأهمية هذه الحدود من الناحية الأمنية والاقتصادية، يبقى من الأساسي أن تتم إدارة هذه الملفات بحساسية سياسية عالية، مع السعي الدائم إلى تمتين العلاقات الثنائية بين البلدين وضمان الاستقرار في المنطقة بما يخدم تطلعات الشعبين الشقيقين في مستقبل أكثر إشراقاً وازدهاراً.

كُتب بواسطة Hanan Salem

Exit mobile version