انطلقت في 9 من نوفمبر الجاري، حملة استثنائية للتطعيمات ضد أمراض الحصبة والحصبة الألمانية وشلل الأطفال، تستهدف الفئة العمرية من سن يوم واحد حتى 6 سنوات.
المركز الوطني لمكافحة الأمراض حدد المستهدف فيها بالتطعيم، 1,3 مليون طفل ليبي وأجنبي داخل البلاد، قبل أن تصطدم خطط المركز بموجة تشكيك من بعض المواطنين في مصداقية الحملة عبر منصات التواصل الاجتماعي، معربين عن مخاوفهم من أهداف الحملة، وامتدت إلى التحريض على عدم المشاركة فيها، وحماية الأطفال منها.
وكان المركز الوطني لمكافحة الأمراض قد حدد الفترة من 9 نوفمبر حتى 14 من الشهر ذاته، قبل أن تمدد يومين إضافيين، لتكون مدتها 8 أيام عوضا عن 6، لاستيفاء المستهدف المخطط له، فيما كانت الأرقام عكس توقعات المركز، بعد بلوغ عدد الأطفال المتلقين للطعوم، 337 ألف خلال 4 أيام، وهو رقم لا يبلغ نصف المستهدف المعتمد داخل كافة المدن.
بداية المقاطعة
مع بدء إعلان موعد إطلاق الحملة الاستثنائية للتطعيمات، انتشرت على منصات التواصل الاجتماعي، تسجيلات صوتية مجهولة المصدر، جرى تداولها داخل عدد كبير من حسابات الفيسبوك الأكثر متابعة داخل ليبيا، دعت إلى مقاطعة الحملة بشكل كلي، وروجت بأنها سببت ضررا لبعض الأطفال، وهو ما حمل عديد المواطنين على التريث في الذهاب إلى المراكز الصحية، لتتوسع رقعة المقاطعة بشكل واضح داخل شريحة لا بأس بها من المواطنين الذين عبروا عن شكوكهم في الحملة وتوقيتها.
نفي للشائعات
مع توسع رقعة الحملة المضادة داخل منصات التواصل الاجتماعي، بدأت أصوات الدفاع عنها تتعالى، حيث أكد مدير المركز الوطني لمكافحة الأمراض، حيدر السائح، في تصريحات على الحساب الرسمي للمركز، سلامة كافة الطعوم المستخدمة، وعدم وجود أي ضرر على الأطفال، وهاجم السائح من وصفهم بالمجهولين الذين يحاولون إلحاق الضرر بالأطفال عبر تحريض ذويهم على عدم تلقي أطفالهم للتطعيمات.
وتساءل السائح عن تناقض عدد كبير من أولياء الأمور الذين امتنعوا عن تطعيم أطفالهم في الحملة على الرغم من ترددهم على المراكز الصحية لمنح أطفالهم للطعوم الروتينية، وهي ذاتها التي تقدمها الحملة.
وصرح رئيس اللجنة الاستشارية العليا للتطعيمات، ميلاد الغويل، بأن جدول التطعيمات المعتمد داخل ليبيا منذ أكثر من 70 سنة، يستهدف منح التطعيمات ضد 16 نوع من الأمراض السارية والمعدية، والحفاظ على سلامة الأطفال من الأمراض بشكل كامل.
تزايد اللاجئين
من جهته، أكد مدير إدارة التطعيمات والبرنامج الوطني للتطعيم سالم شنيشح، أن الجرعة الحالية تعتبر جرعة إضافية، بسبب تزايد تدفق اللاجئين إلى البلاد، الذين لا يحتوي سجلهم الصحي على تطعيمات.
وتابع في تصريح صحفي أن الحملة جاءت بعد ظهور حالات إصابة بشلل الأطفال في بعض الدول الإفريقية، وهو ما دفعهم لإعطاء تطعيمات الحصبة والحصبة الألمانية للأطفال دون سن السادسة، لارتفاع حالات الإصابة بالمرضين في جميع أنحاء البلاد خلال العامين الماضيين.
بدوره، قال مدير مركز مكافحة الأمراض حيد السائح إن 50 ألف مهاجر من السودان دخلوا البلاد، تتراوح أعمارهم بين 5 و7 سنوات، مما يشكل “قنبلة موقوتة” يجب التصدي لها للحفاظ على سلامة المجتمع.
طمأنة
وحول ما أشيع حول طرق تخزين التطعيمات، طمأن السائح المواطنين بأن برنامج “السلسلة الباردة” في ليبيا يعد من الأفضل في الإقليم من حيث ظروف التخزين ودرجات الحرارة، مع وجود مراقبة دقيقة.
وحذّر السائح من أن إصابة المرأة الحامل بمرض الحصبة أو الحصبة الألمانية قد يؤدي إلى تشوهات في الجنين إذا كانت غير محصنة.
وأكد السائح أن حوالي نصف مليون شخص في ليبيا تلقوا التطعيمات، مشيرًا إلى أن منظمة الصحة العالمية، وهيئة الغذاء والدواء الأمريكية، ولجنة استشارية عليا تضم نخبة من الأطباء، أوصت بإجراء هذه الحملة.
حملات سابقة
يعود آخر موعد أقيمت فيه الحملة الاستثنائية لتطعيمات الأطفال من سن يوم واحد حتى 15 سنة، ضد أمراض الشلل والحصبة والحصبة الألمانية، إلى سنة 2018، التي أقيمت خلال الفترة من 8 إلى 15 من شهر ديسمبر من السنة ذاتها، حيث استهدفت الحملة تطعيم 2,75 طفل ضد الحصبة والحميراء، و1,5 مليون طفل ضد شلل الأطفال بحسب منظمة اليونيسف، فيما تعد الحملة الاستثنائية المقامة حاليا هي الثانية التي تستهدف تعزيز مناعة الأطفال وحمايتهم من الأمراض المعدية.
خالية من المرض
تعد ليبيا خالية من مرض شلل الأطفال منذ سنة 1992، حيث لم تُسجَّل أي إصابة بالمرض داخل كافة المدن طيلة 32 سنة الماضية.