لطالما كان ارتفاع الدولار، جدارا ومتكأً للتجار، كبيرهم وصغيرهم، في زيادة أسعار السلع التموينية، لكنه أصبح اليوم مهددا بالسقوط، مع انخفاض سعر الدولار الرسمي إلى 5.75 دنانير مقابل الدولار الواحد، وفي السوق الموازية إلى 6.5 دنانير.
وبالرغم من معدل الانخفاض في السعر الرسمي للدولار، إلا أن موجة غلاء الأسعار بالسوق المحلي، ما تزال تؤرق بال المواطن، الذي استبشر خيراً بعد اعتماد مجلس ادارة مصرف ليبيا المركزي، وتخفيض سعر الدولار مقابل الدينار في السوق الرسمية، وفتح الاعتمادات الخاصة بالتجار لاستيراد السلع بشتى أصنافها.
سياسة السوق المحلي
المحلل الاقتصادي، مختار الجديد، يرى بأن التجار لا يقومون بزيادة هامش الربح على السلعة بشكل مقبول، حيث يلجأ غالبيتهم لتحديد السعر المعتمد للبضائع المستوردة بالسعر المرتفع للدولار، ويظل السعر ذاته مهما انخفض سعر الدولار لاحقا.
واستدل الجديد بحالة ارتفاع وانخفاض الدولار في المرة الأخيرة، حيث لم يستمر ارتفاع سعر الدولار لفترة طويلة قبل أن يعاود الانخفاض سريعا، ولم تشهد الفترة البسيطة استيراد بضائع من الخارج، ورغم ذلك شهد السوق المحلي ارتفاعاً ملحوظا لأسعار السلع التموينية، وعلل الجديد ما حصل بأن التجار رفعوا أسعار البضائع داخل مخازنهم بشكل عبثي.
تصحيح الاتجاه
مع تنامي أصوات المواطنين داخل منصات التواصل الاجتماعي، الممتعضة من ارتفاع أسعار السلع التموينية، لجأت السلطات في الشرق والغرب إلى التلويح باتخاذ إجراءات من شأنها كبح جماح التجار الذين يرفعون أسعار السلع دون حجة واضحة.
اتجاه آخر
في زيارة لوزير الاقتصاد بحكومة الوحدة، محمد الحويج، للأسواق التجارية في العاصمة طرابلس، نشرته الوزارة عبر حسابها الرسمي، أكد أن أسعار السلع الأساسية انخفضت نتيجة انخفاض سعر صرف العملات الاجنبية واستقرار قيمة العملة المحلية.
تصريحات تأتي بعد أقل من 4 أيام من تقرير نشره برنامج الأغذية العالمي، أكد خلاله استمرار ارتفاع أسعار الغذاء في ليبيا، وبالأخص في المنطقة الجنوبية، حيث سجلت الزيادة في أسعار الغذاء بنسبة 4.4%، لتصل قيمة سلة الغذاء الأساسية إلى 1018 دينار، كما صنف التقرير معدلات الزيادة للسنة الحالية بنسبة 21.7% تقريبا مقارنة بنهاية العام الماضي