in

الجراد الصحراوي كابوس يهدد قطاع الزراعة في ليبيا

ناقوس خطر جديد يقض مضجع ليبيا اقتصاديا، وهذه المرة يهدّد بخسارة المحاصيل الزراعية، بسبب انتشار الجراد الصحراوي بنوعيه المستوطن والقادم من إفريقيا، الأمر الذي تعدى كونه آفة وأصبح ظاهرة تهدد المزارعين، خاصة مع إعلان اللجنة الوطنية لمكافحة الجراد الصحراوي، في بيانها الصادر مساء الجمعة، نقص المعدات الخاصة بمكافحة هذه الظاهرة، وعدم استجابة السلطات المعنية لتوفير الاحتياجات اللازمة للحد من هذه الظاهرة.

6 مدن

وحددت اللجنة الوطنية لمكافحة الجراد الصحراوي، 6 مدن هي سبها، وبني وليد، وترهونة، وسمنو، وتازربو، وتراغن، ضمن الأكثر تضررا من الجراد، بعد تعرض مساحات كبيرة من المحاصيل الزراعية لأضرار جسيمة.

ورغم عدم حصر الأضرار الحاصلة بشكل كلي حتى الآن، إلا أن اللجنة وعبر تصريحات لإعلام محلي في البلاد، أبدت مخاوفها من تفاقم الأضرار بشكل يتعدى خسارة المزارعين المحليين إلى خسائر في الناتج القومي ترتقي لتهديد الأمن الغذائي بكامل البلاد، في حال عدم وضع حلول سريعة لإنهاء هذه الظاهرة.

المستشار الفني للجنة الوطنية لمكافحة الجراد الصحراوي مسعود البريكي أكّد لشبكة الرائد، بدء اللجنة بمكافحة الجراء المنتشر في المنطقة الجنوبية منذ بداية أكتوبر الجاري، انطلاقًا من بلدية براك الشاطئ.

وأضاف البريكي أن الجراد المنتشر حاليا يعد في طور الحشرة الكاملة، وهو موجود بكثافة عالية في أشجار النخيل والحقول ذات الري المحوري، في ظل الظروف البيئية الملائمة التي تساعد في انتشاره.

2 مليون شجرة نخيل
مع تمتعه بقدرة كبيرة على التكيف مع درجات الحرارة المرتفعة والأجواء بالمناطق ذات طابع المناخ الجاف، يمثل الجراد الأفريقي أكبر تهديد للمزارعين، فبحسب مختصين ينتمون للجنة الوطنية لمكافحة الجراد الصحراوي، فإن نوع ” الجراد الإفريقي” يهاجم جميع المحاصيل الحقلية من حبوب القمح والشعير والذرة والأشجار، وأكدت اللجنة بأنها رصدت خسائر كبيرة بمزارع النخيل في تازربو جنوبي ليبيا.

سجلت حتى الآن إصابة 2 مليون شجرة نخيل بوباء الجراد، في ظل موسم حصد التمور بالمنطقة الجنوبية الأمر الذي ينذر بوقوع خسائر كبيرة جدا في المحصول السنوي، مع استمرار قدوم أسراب الجراد بشكل مجموعات في فترات النهار والليل، وعدم وجود حلول جذرية متاحة للمزارعين لإيقاف هذا المد.

وأشارت اللجنة بأن أسباب تكاثر الجراد “بكميات كبيرة” خاصة بالمناطق الجنوبية للبلاد يعود لهطول كميات كبيرة من الأمطار خلال الفترة الماضية، “الأمر الذي ساهم في توفير حاضنة تكاثر بيئية ملائمة لزيادة حجم الجراد ووصوله إلى أعداد مهولة”.

جهود محدودة

وفي السياق ذاته، كشف البريكي، في تصريحاته للرائد، أن أعمال رش المبيدات استهدفت مساحات تقارب 70 هكتارا، ‏ورغم ذلك فإن حجم الأضرار كبير وقابل للتفاقم، في ظل سرعة تنقل الجراد تنتقل من مكان لآخر، وعلى مساحات كبيرة، الأمر الذي يتطلب توفير الإمكانات من الدولة لاحتواء ما أمكن وتقليل الخسائر.

وضمن مهامها للقضاء على هذه الظاهرة، سعت اللجنة الوطنية لمكافحة الجراد الصحراوي، لتدريب عدد من التابعين لها على كيفية مكافحة هذه الظاهرة، إذ قامت اللجنة بتدريب فرقتين لها داخل مدينة تيرانا، مع بداية تفشي ظاهرة انتشار الجراد داخل المساحات الزراعية بالمدينة، والتي رصدت لأول مرة داخل 10 مزارع تقدر مساحتها بـ500 هكتار،

جهود محتشمة لا تكاد أن تؤتي أكلها، فبعد مرور ما يقارب عن شهرين من اتخاذ خطواتها داخل مدينة تراغن، عادت مجددا لتعلن المدينة، إحدى المدن الست الأكثر تضررا من الظاهرة، عدم الحصول على المبيدات الحشرية وآلات الرش والتعقيم للسيطرة على عدم توسع رقعة انتشاره.

وضع سيئ
عميد بلدية تازربو إبراهيم جاد الله أكد، في تصريح للرائد، أن الوضع سيء جدا، والبلدية تحتضر، مؤكدا قضاء الجراد على كثير من المزارع قضاء كاملا.

وبيّن جاد الله أن الجراد انتشر على مساحة عشرات الكيلومترات في حين أن المناطق التي جرى رشها بالمبيدات أقل من ذلك بكثير، مناشدا كل الجهات المسؤولة التحرك ومساندتهم في مكافحة هذه الآفة.

وأوضح جاد الله أن الجراد أتى على كل الأشجار في المزارع من نخيل وزيتون ومانجو، وهي الإيراد الرئيسي للمدينة وسكانها.

تصريحات جاد الله، لم تختلف كثيرا عن تصريحات عميد بلديه تراغن، علي خزام، الذي أشار إلى تضرر عديد المزارع بالمدينة جراء انتشار الجراد الصحراوي، مؤكدا وصول الطاقم الفني والمعدات والآليات المجهزة لمكافحة الجراد الصحراوي منتصف أكتوبر الحالي، للحد من الخسائر التي طالت المزارع بالمدينة، مشيرا إلى مكافحة الآفة في 23 هكتارا من أصل 500 هكتار من المزارع التي ينتشر فيها الجراد بالبلدية.

كُتب بواسطة KR

بعد توقف دام 10 سنوات.. إيني” الإيطالية و”بريتش بتروليوم” البريطانية تستأنفان نشاطهما الاستكشافي في ليبيا

مأساة نفي الليبيين في 26 أكتوبر 1911