in

تقارب اقتصادي وسياسي تركي مع المنطقة الشرقية.. هل يسهم في حلحلة الأزمة الليبية؟

شهد العام الجاري انفتاحا تركيا واسعا تجاه المنطقة الشرقية في ليبيا، بدأت ملامحه في الوضوح جليا شهري سبتمبر وأكتوبر بعد إبرام تركيا لعدد من العقود مع صندوق التنمية وإعادة إعمار ليبيا لإنشاء طرقات ومشاريع تنموية ضخمة في المدن الخاضعة لسيطرة حفتر.

الانفتاح التركي يأتي بعد تقارب مصري تركي تُوّج بتبادل الزيارات الرسمية بين الرئيسين رجب طيب أردوغان وعبد الفتاح السيسي.

  1. التقارب المصري التركي 

يعدّ التفاهم المصري التركي مؤخرا، أحد أهم الأسباب لموافقة السلطات في شرق ليبيا، على توقيع اتفاقيات مع تركيا، في شتى المجالات، إذ يشكل ثقل مصر عنصرا رئيسيا لرسم الخطوات الاستراتيجية التي تتحرك وفقها السلطات في المنطقة الشرقية، حيث مثلت زيارة وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، إلى مصر أغسطس الماضي، ولقاؤه مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، إشارات توافق ثنائي قوي، كانت فيه المباحثات حول الملفات المشتركة، على رأسها الملف الليبي.

وأكد الوزير التركي هاكان فيدان، حينها، أن نجاح مصر وتركيا في تحقيق الأمن والاستقرار بليبيا يعد نموذجا يحتذى به لحل الخلافات بالمنطقة.

زيارات رسمية
وشهد سبتمبر 2023 أول زيارة رسمية لرئيس مجلس النواب عقيلة صالح، إلى تركيا، حيث هدفت الزيارة التي التقى خلالها مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
كانت لإذابة العراقيل بين المعسكرين التركي والشرق الليبي، ورغم عدم تحقيق الزيارة لأهدافها وفق تصريحات لعضو مجلس النواب عمار الأبلق.

كما شهد فبراير 2024، زيارة وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إلى مدينة بنغازي، سبقها إعلان فيدان عزم تركيا إعادة فتح قنصليتها في بنغازي، وذلك في إطار صفحة جديدة في العلاقات مع الشرق الليبي.

ومثلت زيارة مدير عام صندوق التنمية وإعادة إعمار ليبيا بلقاسم حفتر لتركيا، يوليو الماضي، بداية تعاون اقتصادي بين الجانبين، تخلت فيها سلطات شرق ليبيا عن تحفظها في التعامل مع الجانب التركي.

وشارك صدام حفتر، في أكتوبر الجاري في فعاليات معرض ”ساها إكسبو 2024″ الدولي للدفاع، المختص بأحدث التجهيزات والتقنيات، في مجال الأمن والدفاع والصناعات العسكرية، المقام تحت إشراف وزارة الدفاع التركية، بمدينة إسطنبول، حيث جاءت الزيارة بدعوة رسمية من الحكومة التركية.

الاقتصاد مفتاح التوافق

وفي أبريل الماضي، أبرم بلقاسم حفتر عقودا مع شركات تركية لتنفيذ مشاريع عدة في مدينة بنغازي، في مجال المقاولات العامة والتجهيزات والبنية التحتية، التي تشمل صيانة واستكمال المكتبة المركزية لجامعة بنغازي، وصيانة وتطوير محطات معالجة الصرف الصحي وصيانة وتنظيف بحيرة 23 يوليو.
كما شهد يوليو الماضي توقيع عقودا مع شركة توسيالي التركية لبناء أكبر مجمع في العالم للحديد المختزل المباشر بمدينة بنغازي بسعة إجمالية تبلغ 8.1 ملايين طن.

وكشف موقع “إنرجي كابيتال آند باور” الأمريكي، في يونيو الماضي في تقرير له، عن مصادقة سلطات شرق ليبيا على تنفيذ تركيا لـ6 مشاريع للبنية التحتية سيجرى العمل على تطويرها خلال العام 2024، بينها مطار ومترو بنغازي، ومشاريع للسكك الحديدية ومحطة للطاقة الشمسية.
فيما جرى تجهيز حزمة جديدة من المشاريع المشتركة بين الطرفين خلال المدة المقبلة، بحسب تصريحات للحساب الرسمي لصندوق التنمية وإعادة إعمار ليبيا.

وفي أكتوبر الحالي، وقع مدير عام صندوق التنمية وإعادة إعمار ليبيا “بلقاسم حفتر” عقودًا جديدة مع شركة “Silahtaroğlu” التركية لتنفيذ عدد من المشاريع في مدينتي بنغازي وسلوق.

وشمل التوقيع مشروع تطوير بحيرة جليانة والطرق المحاذية لها، وإنشاء خمسة جسور جديدة حولها في مدينة بنغازي، ومشروع إنشاء وتطوير البنية التحتية المتكاملة لمدينة سلوق.

فهل يساهم هذا التقارب الاقتصادي في حلحلة الأزمة الليبية وتشكيل حكومة موحدة تشرف؟

كُتب بواسطة KR

ترحيب دولي ومحلي باعتماد مجلس إدارة المركزي.. وسط اعتراض من مستشار المنفي

هبوط اضطراري لطائرة الإفريقية يثير التساؤلات حول شركات الطيران الليبية