فصل أخير كُتبت آخر أحرفه في صفحات الاتحاد الليبي لكرة القدم، بإعلان صريح وأمام الشاشات: الرئيس الحالي لاتحاد الكرة عبدالحكيم الشلماني يُعلن استقالته من منصبه، ويبرر هذه الخطوة ” بأنه لن يقف عثرة أمام الرياضة في ليبيا”.
الشلماني وتصريحه الأخير الذي يعتبر أحد أهم الأحداث الرياضية لسنة 2024 داخل ليبيا، جاء بعد جدال كبير استمر لأسابيع طويلة، كان الشلماني طرفا فيه، وأندية الدوري الممتاز الطرف الآخر، والتي خرجت في بيانات بالمنطقة الشرقية والغربية، طالبت من خلالها بإزاحة الشلماني عن المشهد الرياضي في ليبيا مهددة برفض خوض غمار منافسات الدوري للموسم الرياضي الجديد، الذي أُجل دون إعلان موعد لانطلاقة الفعلي، بعد أن كان معدا أن يبدأ في أكتوبر الجاري.
ويعود تولي الشلماني لرئاسة اتحاد الكرة، إلى سنة 2018 خلفا للراحل جمال الجعفري، بعد عملية سحب الثقة من الأخير وتولي الشلماني الذي كان أحد أعضاء المكتب التنفيذي لاتحاد الكرة آنذاك، لتكون المفارقة بعد مرور سبع سنوات بإزاحة الشلماني بالطريقة ذاتها التي أزيح بها الجعفري آنذاك، عبر حراك أندية كان فيه عبدالحكيم الشلماني طرفا مساندا لحراك الأندية، التي أطاحت بالجعفري في آخر المطاف.
ومع مضي خريف اتحاد الكرة بقيادة الشلماني، وقدوم ربيع جديد كما وصفه المعترضون على بقاء الشلماني على عرش اتحاد الكرة، تتبادر للأذهان مجموعة من الأسئلة التي تنتظر إجابات شافية، على رأسها الأهم ماذا بعد الشلماني؟! … سؤال يحتاج البحث في أروقة المؤسسات الرياضية شرقا وغربا، قبل الدخول في دهاليز اتحاد الكرة، وتفاصيل إقامة الدوري، والطريقة المثالية لإدارة الرياضة داخل ليبيا، بالشكل الذي يتناسب مع هذه الخطوة.
تركة كبيرة تحتاج إلى إدارة ناجحة لقيادة الأندية والمنتخبات إلى بر الأمان، فخلال فترة تولي الشلماني لرئاسة اتحاد الكرة، لم تتمكن خلالها الأندية والمنتخبات من تحقيق شي يذكر، إذ فشلت في التأهل لأكبر البطولات القارية والعالمية، ومع كل خروج أو مغادرة لممثلي ليبيًا ناديا أو منتخبا كان اللوم يقع على اتحاد الكرة، الذي فشل في إدارة الأمور بشكلها الصحيح على حد وصف المعارضين.
تاريخ جديد ينتظر أن تكتب أسطره داخل الرياضة الليبية، بين الأمنيات لرؤية تغيير إيجابي وبين التخوفات بأن يشابه الحاضر الماضي وتبقى الرياضة الليبية في مستنقع الأعذار والإخفاقات.