يعود النفط الليبي إلى خارطة العالم مجددا، مع بدء تشكل ملامح اندلاع حرب بين الكيان الصهيوني وإيران، مما قد ينبئ بحدوث عجز في سوق النفط العالمي، جراء احتمال توقف صادرات إيران التي شهدت انتعاشا كبيرا خلال العامين الماضيين، بعد بلوغها سقف 3,4 ملايين برميل يوميا، رغم العقوبات الأمريكية وتضييق الخناق عليها.
فبحسب تقرير صادر عن صحيفة “بوليتيكو” الأمريكية، ستضطر منظمة “أوبك” إلى فرض بدائل مستعجلة لسد العجز الناتج عن توقف الصادرات النفطية الإيرانية، في حال نشوب الحرب، وهي 3 دول: ليبيا بشمال إفريقيا، والسعودية والإمارات بالشرق الأوسط.
وأضاف التقرير أن زيادة إنتاج النفط من الولايات المتحدة والبرازيل وأماكن أخرى في العقدين الماضيين أدت إلى تنويع إمدادات الوقود العالمية، مما يعني أن أسواق النفط تعتمد بشكل أقل على شحنات الشرق الأوسط.
ويشكل بُعد ليبيا جغرافيا عن منطقة النزاع نقطة ارتكاز أكبر على خارطة النفط العالمية، إذ تعدّ دول الخليج أقرب جغرافيا لإيران مما يجعلها مهددة باستهدافها، وقد رجح التقرير إمكانية استهداف إيران حقول النفط السعودية أو إغلاق الخليج الفارسي في وجه الناقلات.
ووفقا للصحيفة، فإن من المتوقع، إذا اندلعت الحرب، أن تقفز أسعار النفط عالميا إلى 86 دولارا للبرميل الواحد، مما يضاعف أرباح الدول المصدرة للنفط الخام ومنها ليبيا التي سيعود ذلك عليها بالفائدة اقتصاديا، بحسب آراء خبراء اقتصاديين أمريكيين تابعين للموقع الأمريكي.
ارتباط ليبيا بالخارج خطوة تسعى مؤسسة النفط للمحافظة عليها وتنمية التواصل مع الدول المؤثرة بمنظمة أوبك، خاصة مع عزمها رفع معدلات الإنتاج النفطي إلى 2,5 مليون برميل يوميا وفق خطة خماسية أعلنتها مطلع 2022، وكررتها بدعوة الشركات الأجنبية للاستثمار بشكل أكبر في قطاع النفط والغاز، كان آخرها تصريحات لشركة إيني الإيطالية عن إطلاقها لعمليات استكشافية بحقل غدامس هذا العام وشروعها في عمليات استكشافية بحوض سرت العام المقبل.
وعلى الرغم من استئناف ليبيا لإنتاج النفط بكامل طاقتها داخل كافة الحقول والمواني، إلا أن شبح توقف الإنتاج مجددا ما يزال يخيم على البلاد، في ظل الانقسام السياسي التي تعاني منه، في ظلّ عدم بروز ملامح توافق في الأفق القريب يقود البلاد إلى الانتخابات المنشودة.