Menu
in

استقالات متتالية على خلفية قرار زيادة فرق الدوري الممتاز.. هل تدق المسمار الأخير في نعش ولاية اتحاد الكرة؟

تسبب إعلان الاتحاد الليبي لكرة القدم زيادة فرق الممتاز من 24 فريقًا إلى 36 من خلال إضافة مجموعتي الدور السباعي المتكونة من 14 فريقًا وإلغاء الهبوط في الموسم الماضي؛ عاصفة انتقاد كبيرة تسبّبت في طلب أكثر من 15 ناديًا تنحّي اتحاد الكرة الحالي واستقالته، لتبدأ هذه العاصفة فعليا في اقتلاع جذوره باستقالة أعضاء المكتب التنفيذي واحدًا تلو الآخر.

اتحاد الكرة يسبح عكس التيار

منذ مرحلة التتويج للدوري الليبي الممتاز التي شهدت تخبطات كبيرة من خلال المظهر الذي ظهر به حفل الختام من خلال الأجواء التي لا تليق بتتويج بطل أو اختتام دوريّ دام لأكثر من 10 أشهر، والجماهير الليبية والوسط الرياضي يطالبون برحيل اتحاد الكرة، لتتواصل سباحة الاتحاد الليبي لكرة القدم عكس التيار بعد ظهور المنتخب الوطني بشكل باهت في أول جولتين من التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس الأمم الإفريقية بتعادل أمام رواندا وخسارة أمام بنين، وما أن انتهى الحديث عنهما حتى ظهر رئيس اتحاد الكرة “عبدالحكيم الشلماني” بقرار غريب استغربه القاصي والداني، وأصبحت ليبيا بكرتها محتوى كوميديا عند الصحافة العربية كان مفاده: انطلاق الدوري الليبي الممتاز مطلع أكتوبر بمشاركة 36 فريقًا ليدخل دورينا موسوعة جينيس كأحد أكبر الدوريات في العالم، ويأخذ التيار اتحاد الكرة في زاوية ضيّقة لا مفرّ منها سوى الاستسلام والتراجع.

كبش فداء العادة لم يسكّن ألم الجمهور

في كلّ إخفاق للمنتخب الوطني الأول لا شيء يتغيّر سوى المدرب، ففي أقلّ من خمس سنوات تعاقد اتحاد الكرة مع 10 مدربين، كان آخرهم الصربي “ميتشو” الذي فُسخ عقده بعد الخسارة الأخيرة أمام بنين، فعلى الرغم من ذلك فشل المسكّن في محو آلام الشارع الرياضي الذي توقّع مسبقًا مسرحية الإقالة؛ فأعلن اتحاد الكرة تعيين الوطني “ناصر الحضيري” بمساعدة “ابوبكر الحرك” لقيادة دفة الفرسان الجريحة.

التعنّت والإصرار رغم رفض هذا القرار

بعد موجة الانتقادات الواسعة حول هذا القرار، ظهر رئيس اتحاد الكرة “الشلماني” عبر لقاء تلفزيوني، برر من خلاله إقامة الدوري الليبي بهذا الكم الكبير من الفرق، معللًا ذلك بعدم إمكانية إقامة دوري موحد، وهذا القرار ما هو إلا إعادة هيكلة لتنظيم دوري محترفين إسوة بدول الجوار؛ ليعلن 12 ناديًا من بينهم فريق من دوري الدرجة الأولى رفضهم التام لهذا القرار بالإضافة إلى رابطة أندية طرابلس الكبرى، التي وصفته بتصفية الحسابات والتحشيد للانتخابات.

أصوات إعلامية لا آذان لها

للمرة الأولى التي يجتمع فيها الإعلام الرياضي على ضرورة سحب الثقة من مجلس ادارة الاتحاد الليبي لكرة القدم قبل تنفيذ هذا القرار، مطالبين بتغليب المصلحة العامة ومؤكدين فشل هذا القرار قبل تنفيذه، فكيف لبلد تفتقر إلى بنية تحتية وملاعب أن يقام فيها 17 مباراة أسبوعيًّا؟ لعلّ هذا السؤال كفيل بمعرفة مصير النسخة الـ 50 من الدوري الليبي، فغاب صاحب القرار عن الأعين دون الاكتراث لمطالب الصحافة والإعلام، إلّا أن الضغوطات والمطالب اليومية على مواقع التواصل بالنقد أتت أكلها، بإعلان عضوي المكتب التنفيذي لاتحاد الكرة “مجدي شعيب” و “عادل الأوجلي” الاستقالة احترامًا لمطالب الجماهير والوسط الرياضي.

القفز من السفينة الغارقة

الشكوك كبيرة والاحتمالات واردة في تقديم رئيس اتحاد الكرة “عبد الحكيم الشلماني” استقالته اليومين القادمين، بعيدًا عن الضغوطات الرياضية فهناك ضغوطات أخرى قبلية واجتماعية تتشكل ومن شأنها أن تؤثر أكثر من تلك التي تدفع بها الصحافة والوسط الرياضي؛ ولعلّ استقالة عضوي المكتب التنفيذي خير دليل، جعلت  الأحداث في تسارع كبير استجابة إلى إرادة الشارع الرياضي، وسط توارد للانباء عن إقامة مؤتمر صحفي لنائب رئيس الاتحاد الليبي لكرة القدم “خميس آدم” لإعلان خارطة طريق جديدة تتضمن انتخابات مستعجلة خلال شهر واحد، وإذا لم يستجب رئيس الاتحاد أو مجلس الإدارة فسيعلن آدم استقالته رسميًّا.

يقولو الشلماني خسر ولا يقولو انسحب”

مقولة لرئيس الاتحاد الليبي لكرة القدم “عبدالحكيم الشلماني” في أحد الحوارات المتلفزة، قالها حينما طُلب منه التنحي عن منصبه، وهذا التشبت الكبير جعل تنحيه على منصبه أمرًا صعبًا لكنّ هذه المرة ليست كسابقاتها فإمّا أن يكون الصمود كبيرًا إلى موعد الانتخابات في مارس المقبل أو السقوط مدويًّا بطلب جمهوري وقبليّ وسياسي بالدرجة الأولى.

فهل دُق آخر مسمار في نعش ولاية اتحاد الكرة الحالي وبات يعُدّ أيامه الأخيرة؟

كُتب بواسطة Journalist

Exit mobile version