رأت ورقة بحثية نشرها مرصد أوروبا، أن عجز المؤسسات الليبية عن حل مشكلة المصرف المركزي والحاجة الملحة لمنع حدوث أزمة اجتماعية واقتصادية، يخلق فرصة لتحويلها إلى مكسب وحل للأزمة الليبية بكل أبعادها.
البحث الذي أعده “ميلوس شميت” يؤكد أنه “بفشل محاولته استبدال محافظ المصرف المركزي، خلق المجلس الرئاسي أزمة تتطلب تحركا عاجلا” مشيرا إلى عدم قدرة المحافظ المعين من الرئاسي على ممارسة عديد المزايا ذات العلاقة بعمل المصرف، ومنها الوصول إلى نظام الدفع العالمي SWIFT.
الخطر هذه المرة أكبر
وهذا “يجب أن يطلق جرس الإنذار في البحر الأبيض المتوسط” لأنه قاد إلى وقف صادرات النفط الليبية، وفرض حجرا على ليبيا من قبل أنظمة التمويل الدولية، ووقف جميع المدفوعات “في دولة يعتمد السكان فيها على رواتب القطاع العام والواردات”.
وأدى هذا الوضع إلى خلق أزمة اجتماعية واقتصادية للشعب الليبي، الذي يعاني من فترة طويلة، ومن الممكن أن يصبح بسرعة عنيفا بالنظر للخصومات التي تقسم البلاد، ويدخل ليبيا في حرب أخطر واكبر من كل سابقاتها.
تكنوقراطيون لإدارة المصرف
وللتعامل مع هذا الوضع يرى “مرصد أوروبا” أنه سيتعين على الأوروبيين والولايات المتحدة الاستفادة من هذه الأزمة من أجل ممارسة الضغط “لصالح السيطرة التكنوقراطية على المصرف، تمهيداً للانتخابات التي لا غنى عنها”، حيث “ينبغي على الولايات المتحدة والدول الأوروبية الكبرى أن تعلن عن موقف مفاده أنه، نظراً لأزمة الشرعية الحالية، فإن مجلس إدارة المصرف الذي سيعين من تكنوقراطيين خلال المشاورات التي ترعاها الأمم المتحدة هو وحده الذي سيعتبر شرعياً لإعادة المصرف إلى النظام المالي العالمي”.
النفقات المعيشية فقط
ويرى الباحث أن الظروف فعلا مواتية للغرب ليفرض هذا السيناريو بالنظر للأزمة السياسية، ورفض المؤسسات الليبية الاعتراف ببعضها البعض وغياب الميزانية، على أن يقتصر عمل المجلس الجديد في المصرف “على تسهيل نفقات الدولة المعيشية، مثل الرواتب والواردات الأساسية، حتى يتم إجراء انتخابات لإنشاء حكومة جديدة.
و هذا من شأنه أن “يجبر السياسيين الليبيين على قبول العملية الجديدة، وكلما تأخروا، كلما اشتدت الضغوط الشعبية مع انهيار الاقتصاد”.
ويخلص “مرصد أوروبا” إلى أنه بمبادرة مثل هذه “تستطيع القوى الغربية أن تضفي على العملية السياسية الجديدة الالتزام الذي افتقرت إليه السابقة” ، حيث أنه في بعض الأحيان “يبدو الحل البسيط لمشكلة معقدة مثل ليبيا أفضل من أن يكون حقيقيا”.