Menu
in

لماذا تتجاهل القوى الدولية الأزمة الليبية وتكتفي بموقف المتفرج؟

أظهرت الازمة الجديدة التي يعيشها المصرف المركزي وقطاع النفط، نزوعا متزايدا من القوى الدولية الكبرى نحو حالة “تجاهل” و”عدم اكتراث” بالتطورات الحاصلة، فقد غابت لغة التهديد والوعيد التي لطالما طبعت بيانات تصدر عن كبار المسؤولين والمؤسسات في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ومنظمات دولية أخرى كبيرة، بل وصل الأمر في حالات سابقة إلى إدراج كيانات وشخصيات سياسية بارزة في قائمة العقوبات لعرقلتها الحل السياسي السلمي، واستحداث قوانين وطنية، كما هو الحال في الولايات المتحدة، ضد من يقف وراء “زعزعة الاستقرار في ليبيا”.

• الغرب منشغل ومثقل
وتراكمت خلال السنتين الأخيرتين معطيات سياسية واقتصادية، زادت في إضعاف صوت القوى الدولية التي كانت مؤثرة في مسار الأحداث،
فالولايات المتحدة مثلا أصبحت مشغولة أكثر برهاناتها الداخلية الخاصة، مع اقتراب موعد الانتخابات الأمريكية التي تشل حركة البيت الأبيض في عديد الملفات الدولية، وفي فرنسا دخلت الأزمة السياسية وحالة عدم اليقين مرحلة جديدة بمرور شهرين من عمر حكومة تصريف الأعمال محدودة الصلاحيات، وعجز القوى الفائزة بالانتخابات التشريعية عن تشكيل حكومة جديدة.
أما الاتحاد الأوروبي فقد أرهقته الحرب الأوكرانية الروسية، وظهر غائبا حتى في أزمات الشرق الأوسط بالغة الأهمية والحيوية لديه.

• شلل أممي
ومع وصول الصراع الروسي الغربي إلى أقصاه، ازداد شلل مجلس الأمن وعجزه عن تفعيل قراراته المعطلة الكثيرة بشأن الأزمة الليبية، بل أصبح يهدد استمرار وجود البعثة الأممية نفسها، بحسب التهديدات العلنية المباشرة التي يطلقها الروس برفض التجديد لها.
وفي حالة سابقة كما حدث في نهاية حكومة السراج، كانت البعثة الأممية تلجأ إلى استثمار الاتفاق السياسي والضغط على مجلسي النواب والدولة لتحريك المياه الراكدة، لكن الأوضاع الجديدة التي عاشها المجلس الأعلى للدولة خلال العام المنقضي، عندما اتخذت رئاسته بقيادة تكالة موقفا رافضا للتوافقات السابقة مع النواب، كسر ضلعا أساسيا في ثنائية الحل مع مجلس النواب التي نص عليها الاتفاق السياسي وشكلت سابقا مخرجا للبعثة الأممية في إذابة الجمود في عديد المحطات.

• جرس النفط معطل
وليست اللعبة السياسية والدبلوماسية هي الوحيدة التي تجمد حركة القوى الدولية في ليبيا، بل أيضا النفط، فخلال موجة الإغلاقات الجديدة، تأكدت مرة أخرى النتائج التي ظهرت في إغلاقات السنوات الثلاثة الأخيرة، حيث لم يعد لتراجع النفط الليبي أي تأثير يذكر في رفع أسعار النفط العالمية، بل هذه المرة زاد تراجعها، وأصاب هذا بالعطل جرس الإنذار الذي كان يثير القوى الغربية ويدفعها للتحرك.
كل هذه المعطيات تدفع أكثر من أي وقت مضى الليبيين للبحث عن حل داخلي ينبع من بينهم، وعدم انتظار الآخر الذي يأتي من الخارج.

كُتب بواسطة سالم محمد

Exit mobile version