in

‏لا خير فيكم إن لم تسمعوها ولا خير فينا إن لم نقلها

كلمة الحق والدفاع عن عُلوية القانون وحرية التعبير دُفعت ضريبتها غالية، ومن واجبنا أن نستمر في الدفاع عن هذا الحق، كي لا تذهب التضحيات هباءً.

يعتقد البعض بأن ما يجري هو انحياز لشخص المحافظ أو مناهضة للمجلس الرئاسي الذي دافعت عنه ليحكم حين كانت المخرجات تصاغ في تونس وجنيف، وحتى بعد صياغتها بالتواصل مع مجلس النواب لتضمينها في الإعلان الدستوري، والحمد لله أنني فشلت لأن المجلس الرئاسي لم يكن على قدر المسؤولية.

في هذه المرحلة، تحوّل الخلاف من الساسة إلى المؤسسات المالية بسبب القرارات المنعدمة الصادرة عن المجلس الرئاسي، الذي لا يملك هذه الصلاحية. هذا الوضع دفع كل طرف إلى الإدلاء برأيه. وهذا كان رأيي؛ أن الصديق الكبير يبقى محافظ مصرف ليبيا المركزي، ورحيله ينبغي أن يتم وفق التشريعات النافذة.

صحيح أن كل الأجسام وجل المناصب، بما فيها منصب المحافظ، تجاوزت المدد المنصوص عليها في التشريعات، وإن كانت هذه المدد تنظيمية وليست حتمية، لكن هناك شبه إجماع بين المختصين بأن ما أقدم عليه المجلس الرئاسي مخالف بالمطلق لكافة التشريعات النافذة.

مجلس الإدارة الجديد اغتصب سلطة مجلس الإدارة الحالي، لأنه استند إلى قرارات منعدمة صادرة عن المجلس الرئاسي، الذي لا وجود دستوريا له. وحتى وفق مخرجات جنيف، فإن المجلس الرئاسي فاقد للصلاحية في إعفاء أو تعيين أي من المناصب السيادية، وعلى رأسها منصبا المحافظ ونائبه. أقول ذلك دفاعا عن تشريعات شاركت في صياغتها وحتى إصدارها.

هذا هو رأيي المستند إلى التشريعات النافذة، بينما ما فعله المجلس الرئاسي ومجلس الإدارة الجديد المغتصب لصلاحيات مجلس إدارة المصرف المركزي الحالي، يستند إلى فائض القوة وفرض أمر واقع. فأي المواقف أصح؟!

قرارات المجلس الرئاسي المنعدمة تسببت في احتمالية إيقاف التواصل مع المؤسسات المالية الدولية، وتدني تصنيف المصارف الليبية، وخاصة المصرف الخارجي، مما سيؤثر سلباً على الاقتصاد والمواطن الليبي في ظل هذا الانقسام السياسي وتهديدات الحكومة الليبية المشكلة من البرلمان بإيقاف النفط.

ولكن، إذا كان للـ”كاوبوي” رأي آخر بمنح السويفت لمجلس الإدارة الجديد، فإن ذلك يعني ببساطة أن المجلس الرئاسي بات سلطة أمر واقع، ويمكنه إسقاط مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة وتشكيل حكومة جديدة. وهذا محال إلا إذا استطاع بسط سيطرته على كامل التراب الليبي بالقوة وأصدر إعلاناً دستورياً جديداً، في ظل وجود سلطة في شرق البلاد تتحكم فيها قبضة ديكتاتورية عسكرية، وغرب ممزق تتقاسمه سلطات شكلية ومجموعات مسلحة منقسمة على نفسها وموزعة بين أصحاب النفوذ.

كُتب بواسطة سالم محمد

مسؤول سابق بالمركزي: إجراءات تسليم المصرف تقتضي حضور المحافظين وتسليم نظام “سويفت”

حفتر يؤكد لـ “خوري” رفض المساس بالمركزي واحترام الجهات الشرعية المختصة بالمناصب السيادية