قالت “شبكة السويداء 24” السورية إن مئات العمال السوريين تعرضوا لعملية احتيال متقنة ومنظمة، عن طريق شركة سورية متخصصة بنقل الكوادر والعمال إلى ليبيا، يديرها رجل أعمال سوري محكوم بالإعدام في ليبيا بتهمة الإتجار بالمخدرات.
وكشفت الشبكة في تحقيق أجرته أن عدد من العمال السوريين قبض عليهم في منطقة القبة على خلفية مطالبتهم برواتبهم المتأخرة، بعد خروجهم في مظاهرة ترفع شعار “يا رواتب يا تسفير”.
وأضافت الشبكة أن المحتجين طالبوا بتحسين شروط العمل بعد تعرضهم لعمليات احتيال عبر مكتب سفريات في سوريا، الذي أرسلهم للعمل مع شركة مقاولات في منطقة القبة بشرق ليبيا.
وذكر التحقيق أن من أبرز المشكلات التي يواجهها العمال السوريون هي عدم دفع رواتبهم منذ نحو 55 يوماً، حيث تتهرب الشركة من مسؤولياتها، مبررة ذلك بأن مكتب التوظيف في سوريا “باعهم” ولا يعترف بهم.
وأفاد التحقيق بأن العمال يواجهون تهديداً بدفع غرامة تصل إلى 40 مليون ليرة سورية إذا تركوا الشركة أو حاولوا العودة إلى بلادهم، مع العلم أن جوازات سفرهم محتجزة لدى الشركة الليبية، مما يزيد من تعقيد وضعهم القانوني.
وتنص العقود التي أُبرمت بين العمال وشركة “الأيادي البيضاء” وفقا للشبكة، على أن يتقاضى العامل 600 دولار شهرياً خلال عمله مع شركة “برقة للعقارات والاستثمار العقاري”، مع توفير سكن لائق وثلاث وجبات يومياً، لمدة عقد كامل قابل للتجديد، مع فترة اختبار لثلاثة أشهر. وفي حال عدم استمرار العامل بعد فترة الاختبار، يعود إلى بلده على نفقة الشركة.
لكن وفقاً لشهادات بعض العمال، كانت الحقيقة بعيدة عن الوعود المقدمة، حيث تم تخفيض الراتب إلى 400 دولار فقط، وكانت ظروف السكن سيئة للغاية، والطعام المقدم غير كافٍ وذو جودة رديئة، حيث اشتكى العمال من وجود ديدان في الطعام وفساد بعض الوجبات، بالإضافة إلى تقييد حركة الدخول والخروج بحسب الشبكة.
ونقل تلفزيون سوريا عن أحد العمال أنهم تفاجؤوا بواقع مختلف تماماً عما وُعدوا به في سوريا، حيث ذهبت الوعود المتعلقة بالرواتب والسكن والإقامة أدراج الرياح.
يذكر أن رجل الأعمال محمود عبد الإله الدج هو رئيس لمجلس إدارة شركة “الأيادي الذهبية”، ووفقاً لتحقيق سابق لمرصد الشبكات السياسية والاقتصادية، يواجه” الدج”، وهو رجل أعمال سوري ليبي، حكم بالإعدام من السلطات الليبية صدر عام 2019 بتهمة تهريب شحنة مخدرات من سوريا إلى ليبيا.
