استيقظت، صباح اليوم الأحد، العاصمة طرابلس على خبر اختطاف مدير إدارة تقنية المعلومات بالمصرف المركزي مصعب مسلم من أمام منزله في حي الأندلس على يد جهة مجهولة الهوية.
تعليق العمل
وأعلن المركزي على إثر هذه الواقعة، تعليق كافة أعماله ومنظوماته حتى عودة “مسلم ” سالما، مؤكدا في بيان له رفضه لهذه الأساليب الغوغائية التي تمارسها بعض الأطراف خارج إطار القانون والتي تهدد سلامة موظفيه واستمرار عمل القطاع المصرفي.
ونظم موظفون بالمصرف وقفة احتجاجية أمام المركزي في طرابلس تنديدا بهذه الأفعال.
وقال مصدر مصرفي، في تصريحات صحفية، إن توقف منظومة المركزي كان بسبب اختطاف مدير إدارة تقنية المعلومات “مصعب مسلم” الذي يملك “الكود” الرئيسي للدخول للمنظومة مع اثنين من زملائه لاحتياج المنظومة إلى فتحها بثلاثة أكواد “مفاتيح سرية”.
وشهد السوق الموازي ارتفاعا في سعر صرف الدولار مسجلا 7,11 دنانير في بداية تداولات اليوم.
تهديد غير مسبوق
رئيس الحزب الديمقراطي محمد صوان استنكر بشدة ارتفاع معدل حوادث الاختطاف والتهديد والإخفاء القسري، وآخرها حادثة اختطاف المهندس مصعب مسلم.
وقال صوان إن الأمر أصبح يهدد بشكل غير مسبوق ما تبقى للمواطن من هامش بسيط للأمن والاستقرار والحريات العامة، في ظل ما تشهده البلاد من صراعات وخلافات كبيرة بين المؤسسات السيادية التشريعية والتنفيذية والأمنية.
وأكد رئيس الحزب أن على الجميع تحمل مسؤولياتهم، والعمل على تخفيف التوتر واللجوء إلى الحوار والبحث عن حلول توافقية قبل فوات الأوان.
وضع حد للاعتقال التعسفي
ومن جهتها، طالبت منظمة رصد الجرائم في ليبيا الجهات بوضع حد لاستمرار عمليات الخطف والاعتقال التعسفي.
و دعت في بيان لها النائب العام إلى إجراء تحقيق شامل وشفاف في حادثة الاختطاف، وتقديم الجناة إلى العدالة.
إطلاق وتحقيق
من جهتها، قالت المؤسسة الوطنية لحقوق الانسان، إنها تواصلت مع رئاسة جهاز الأمن الداخلي، و تبين لها أن “مسلم” ليس مختطفا بل موقوفا على ذمة التحقيق بشأن تُهم منسوبة إليه.
وأكدت المؤسسة على حسابها الرسمي أنه اتصل بأسرته وهو بحالة صحية جيدة ولم يتعرض لأي أذى، ثم أخلي سبيله بعد استيفاء إجراءات التحقيق معه.
تهديد لاستقرار الاقتصاد
ومن جانبه، أدان مصرف الجمهورية بشدة عملية اختطاف مصعب مسلم، مؤكداً أن هذا الاعتداء يمثل تهديدًا صريحًا للأمن والاستقرار الاقتصادي والمالي في البلاد، وأن ما جرى لا يقتصر على استهداف فرد واحد، بل استهداف مباشر لجهود المصارف جميعها في الحفاظ على استمرارية خدماتها والمساهمة في التنمية الاقتصادية للبلاد.
وفي سياق متصل، قال مصرف الامان، إن مثل هذه التصرفات من شأنها ان تؤثر سلبا على العمل بالقطاع المصرفي بمصرف ليبيا المركزي بصفة خاصة وعلى القطاع المصرفي على وجه العموم، مما يعد حجر عثرة تعترض آمال المواطنين في تطوير الجهاز المصرفي.
وكان محافظ المركزي الصديق الكبير قد أكد خلال لقاء جمعه مع المبعوث الأمريكي لليبيا ريتشارد نورلاند بمقر سفارة واشنطن في العاصمة التونسية، تعرض المصرف لتهديدات متزايدة تطال أمنه وسلامة موظفيه وأنظمته.
وأكد المبعوث الخاص – وفق بيان المصرف – دعم بلاده الكامل للمركزي تجاه تلك التهديدات والمحافظة على استقراره من أجل القيام بالدور المناط به على أكمل وجه.
تحذير أميركي
من جهته، قال السفير نورلاند في تغريدة نشرتها السفارة الاميركية لدى ليبيا عن ذات اللقاء، إن التهديدات لأمن موظفي المصرف المركزي وعملياته غير مقبولة، مؤكدا وجوب حماية نزاهة مصرف المركزي مثل باقي المؤسسات السيادية الأخرى في ليبيا.
وحذر المبعوث الأمريكي من أن محاولة استبدال قيادة المصرف بالقوة قد تؤدي إلى فقدان ليبيا الوصول إلى الأسواق المالية الدولية.
وأكد أن النزاعات حول توزيع ثروات ليبيا يجب أن تحل من خلال مفاوضات شفافة وشاملة نحو تحقيق ميزانية موحدة تعتمد على التوافق.
قرار مفاجئ
وفي بيان مفاجئ، أعلن المجلس الرئاسي إصدار قرار تعيين محافظ جديد لمصرف ليبيا المركزي وإعادة تشكيل مجلس إدارته.
وقال المجلس في بيان له، إنه قرر بالإجماع تنفيذ قرار مجلس النواب بشان انتخاب محافظ جديد للمركزي وتشكيل مجلس إدارة جديد.
وأكد أن “المفاوضات ستنطلق لضمان الانتقال السلمي بين كفاءات وطنية راقية قدمت جهود مضنية لسنوات”.
إيقاف العمل بالقرار
وأعلن مجلس النواب، الجمعة، أن هيئة رئاسة المجلس قررت إيقاف العمل بالقرار الصادر في العام 2018 بتكليف محمد الشكري محافظا لمصرف ليبيا المركزي.
وقالت رئاسة المجلس، في بيان له، إنه أوقف العمل بالقرار رقم (3) لسنة 2018م الذي عُيّن بموجبه الشكري، “وذلك لمضي مدة تكليفه وعدم مباشرته مهام عمله من تاريخ صدور قرار تكليفه”.
وأكدت هيئة الرئاسة استمرار تكليف الصديق الكبير والبرعصي لإدارة المركزي.
وأشار البيان إلى استمرار العمل بقرار هيئة رئاسة مجلس النواب رقم (25) لسنة 2023م القاضي بتفويض الصديق الكبير محافظا للمركزي ومرعي البرعصي نائبا له.
فهل يأخذ الصراع على كرسي المحافظ منحى آخر الأيام المقبلة؟
