أعرب النائب بالمجلس الرئاسي، موسى الكوني، خلال مؤتمر صحفي عقد اليوم، عن موقفه تجاه التحديات التي يواجهها المجلس الرئاسي في دوره كقائد أعلى للقوات المسلحة.
وأكد الكوني أن صفة القائد الأعلى للجيش التي منحت للمجلس الرئاسي كانت رمزية، وذلك لمنع الحرب وعدم استخدام هذه الصلاحية في صراعات سياسية”.
“لا يأتمر أحد بأوامرنا”
وأشار الكوني إلى أن “الجيش في المنطقة الشرقية لا يأتمر بأوامر المجلس الرئاسي، في حين تتحكم مجموعات في المنطقة الغربية وفق أهواء وجهويات”.
وأضاف قائلاً: “نحن نملك صفة القائد الأعلى للجيش، ولكننا لا نستطيع استخدامها، وندرك أنه لا جدوى من إصدار أوامر للقوات العسكرية في الشرق، ولذلك لم نصدرها لها”.
“مستعدّ للتسليم”
في سياق آخر، انتقد الكوني رئيس مجلس النواب، عقيلة صالح، داعياً إياه إلى زيارة طرابلس والمنطقة الغربية لتوحيد البلاد، حيث قال: “لماذا لا تستقل طائرتك وتزور طرابلس والغرب، كي تكون رئيسًا لمجلس النواب الليبي وليس رئيسًا لجزء من ليبيا فقط؟”. وأضاف الكوني بلهجة حادة: “أنا مستعد لتسليمك مهامنا من الآن، ولكن بشرط أن توحّد ليبيا، واللهَ اللهَ في ليبيا”.
“أمراء الطوائف”
وتناول الكوني أيضاً مسؤولية الساسة الليبيين في استمرار الأزمة، قائلاً: “نحن جميعاً كمسؤولين وسياسيين ليبيين نتحمل مسؤولية الصراع والأزمات، ولم نستطع إنهاء أسبابها، فليبيا الآن مقسمة، وما يجمع الليبيين هو جواز السفر والعلم فقط”.
وأضاف: “الرئاسي ولد جسماً غريباً لتجسيد حالة الانقسام، والأجسام الحالية كلها تتشبث بالسلطة، ونحن أشبه بأمراء الطوائف في الأندلس قديما، وقد استخدمنا الدول الأخرى ضد بعضنا البعض”.
“رد فعل”
تأتي تصريحات الكوني عقب قرارات مجلس النواب الصادرة يوم الثلاثاء، التي تضمنت سحب صفة القائد الأعلى للجيش من المجلس الرئاسي واعتبار رئيس مجلس النواب هو القائد الأعلى للجيش.
واتخذ مجلس النواب هذه الإجراءات رداً على قرار المجلس الرئاسي بإنشاء هيئة للاستفتاء والاستعلام الوطني، بالإضافة إلى الأخبار المتداولة عن عزمه إصدار قرار باستبدال مجلس إدارة ومحافظ المصرف المركزي، وهي خطوات اعتبرها البعض تجاوزاً لصلاحيات المجلس الرئاسي.
“تناقض”
في ضوء هذه التطورات؛ يُعتبر خروج موسى الكوني كمتحدث عن دور المجلس الرئاسي في الأحداث الراهنة عملاً نادراً، حيث اعتاد الليبيون على صمت المجلس الرئاسي في العديد من القضايا الهامة والأحداث الكبيرة التي تمر بها ليبيا، مما يكشف عن عجزه في التعامل مع الأمور الحيوية.
فبينما يعلن الكوني عن عدم قدرته على إصدار الأوامر للقوات العسكرية، فإن العديد من التشكيلات المسلحة تستمد شرعيتها من المجلس الرئاسي نفسه، مما يبرز التناقض بين التصريحات والواقع.