وسط تجاهل من حكومة الدبيبة، تشهد العاصمة طرابلس وغيرها من المدن اشتباكات مسلحة بين حين وآخر تخلف خسائر بشرية ومادية في الممتلكات العامة والخاصة.
ومع استمرار هذا التوتر الأمني المتكرر دون وجود حلول له، ودون أن تتحمل الجهات المعنية مسؤوليتها، تبرز تساؤلات عن مدى قدرة الحكومة على اتخاذ إجراءات رادعة تحول دون تجدد هذه الأزمات من جديد.
قتلى وجرحى
وشهدت تاجوراء منذ يومين اشتباكات بالأسلحة الثقيلة بين كتيبة رحبة الدروع وكتيبة “الشهيدة صبرية” والقوة المشتركة، أسفرت عن مقتل قرابة 10 أشخاص وإصابة 32 أخرين، وسقوط قذائف على بعض منازل المواطنين، وإصابة خطوط نقل الطاقة الكهربائية، وإجلاء 64 عائلة عالقة من منازلها في أماكن الاشتباكات.
خارج السيطرة
الكاتب الصحفي علي أبوزيد وصف الوضع الأمني في العاصمة طرابلس بالمقلق جداً، والخارج عن السيطرة.
وقال أبوزيد، في تصريح للرائد، إن الاستقرار النسبي الذي يتحول إلى اشتباكات بين حين وآخر سببه توازن القوى بين المجموعات المسلحة لا غير، إذ إن حكومة الدبيبة لا تملك أي رؤية لحلحلة الوضع الأمني ولا تعمل على ذلك.
وأشار أبوزيد إلى أن معالجة الحالة الأمنية المتردية لا يمكن أن يكون بشكل معزول عن معالجة الوضع بشكل كامل عبر تجاوز الانسداد السياسي وتشكيل حكومة توافقية.
فشل سلطات الأمر الواقع
من جانب آخر، قال المحلل السياسي عبد الله الكبير إن الاضطرابات في طرابلس وبنغازي وغيرها من المدن تعكس فشل سلطات الأمر الواقع خاصة مجلس النواب.
وأضاف الكبير، في تصريح للرائد، أن التدخل الخارجي له دوره أيضا، محملا المسؤولية بشكل واضح لخليفة حفتر وأنصاره برفضهم كل الحلول والاتفاقيات السياسية واعتماد الحلول العسكرية.
احتمالية الاستمرار
بينما يرى الكاتب الصحفي موسى تيهوساي أن
كل الحكومات المتعاقبة على البلاد منذ عقد من الزمان تتحمل بشكل خاص كل هذه الاطضرابات التي تحصل بشكل مستمر في البلاد وداخل المناطق السكنية.
وأشار تيهوساي، في تصريح للرائد، إلى أن اعتماد حلول مؤقتة يعزز احتمالية تكرارها مرة أخرى بل مرات عدة طالما تجاهلت النخبة الحاكمة معالجة جذور هذه الإشكاليات الأمنية.
توحيد المؤسسات
من جانبها، أدانت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، الاشتباكات المسلحة في تاجوراء، مذكّرة جميع الأطراف بالتزاماتها بحماية المدنيين.
ولفتت البعثة، في بيان لها، إلى أن هذه الاشتباكات تعدّ تذكيرا بالحاجة الملحة إلى توحيد الأجهزة العسكرية والأمنية، وإقامة مؤسسات تحظى بالشرعية وتخضع للمساءلة.
اضطرابات متوالية
وغير بعيد عن اشتباكات تاجوراء، كانت مدينة الزاوية على موعد مع اضطرابات مماثلة في الـ 23 من يوليو الماضي تسببت في إصابة أربعة مدنيين، أصيب اثنان منهم برصاص عشوائي، بينما أصيب الآخران نتيجة سقوط قذيفة.
وشهدت مدينة الجميل في مايو الماضي، اشتباكات مسلحة هي الأخرى مما تسبب في تسجيل 7 إصابات على الأقل بسبب إطلاق الجماعات المسلحة الرصاص عشوائيا تجاه المباني السكنية والمؤسسات المدنية والحكومية، وفقا لما أكده عميد بلدية الجميل فتحي الحمروني في تصريح صحفي.
وكان الهلال الأحمر بالزاوية، قد أعلن في مايو الماضي، مقتل شخص وإصابة 11 آخرين، وإخراج 20 عائلة عالقة في مناطق النزاع بعد توقف الاشتباكات المسلحة في المنطقة الممتدة من السيدة زينب حتى أبوصرة.
إغلاق المعبر
وفي الـ 19 من مارس الماضي، أصدر وزير الداخلية بحكومة الدبيبة عماد الطرابلسي، تعليماته بقفل المعبر البري والحدودي مع تونس رأس جدير عقب اشتباكات شهدها المعبر آنذاك.