Menu
in

تركيا والشرق الليبي.. تطبيع سياسي عبر جسر الاقتصاد

يأتي لقاء أنقرة بين وزير الخارجية التركي هاكان فيدان وبلقاسم حفتر بصفته مدير عام صندوق التنمية وإعادة إعمار ليبيا، كأحدث خطوة في التطبيع المستمر منذ ما يقرب من ثلاث سنوات، بين تركيا ومراكز السلطة السياسية والعسكرية في الشرق الليبي، بعد سنوات طويلة من القطيعة بسبب دعم تركيا لحكومة الوفاق في حرب طرابلس الأخيرة.

• عقود كبيرة لتركيا:
وذكر الصندوق في بيان مقتضب أن نجل حفتر وفيدان “ناقشا سُبل تطوير التعاون الثنائي بين البلدين”، وكان بلقاسم حفتر كان قد وقع خلال العام الجاري عقودا عديدة مع “شركات تركية كبرى” من أجل تنفيذ مشاريع الإعمار في بنغازي وأيضا درنة وبقية المناطق المتضررة من فيضانات سبتمبر الماضي في الشرق الليبي، شملت قطاعات المقاولات والتجهيزات والبنية التحتية والبيئة وغيرها.
وسبقت زيارة بلقاسم حفتر إلى أنقرة، بساعات قليلة، تصريحات تلفزيونية لافتة لفيدان، قال فيها إن علاقات أنقرة مع شرق ليبيا “تتقدم بشكل جيد للغاية” بوجود اتصالات ومحادثات “مع خليفة حفتر وأبنائه”.

• قنصلية ورحلات جوية:
في مطلع سنة 2022 بدأت أولى كتل الجليد بين الطرفين في الذوبان، من خلال الزيارة التي قادت، إلى بنغازي، السفير التركي في ليبيا، ليعلن حينها قرب افتتاح قنصلية بلاده في المدينة، المغلقة منذ عام 2014، وعن عودة مرتقبة للرحلات الجويّة بين تركيا ومطارات المنطقة الشرقية، بعد سنوات من القطيعة بين أنقرة والشرق الليبي، التي زادت بعد الاتفاقيات الأمنية والبحرية الموقعة بين تركيا وحكومة الوفاق.

• عقيلة في أنقرة
وفي مطلع شهر أغسطس 2022، استقبل الرئيس التركي، في أنقرة، عقيلة صالح ونائب رئيس المجلس الرئاسي عبد الله اللافي، وقال اللافي حينها إن “وجهات النظر اتفقت على الحفاظ على وحدة التراب الليبي، والإسراع في إجراء العملية الانتخابية”.
وشكل ذلك نقطة تحول مهمة بالنسبة لعلاقات تركيا مع رئاسة مجلس النواب الليبي، بعد ما تردد عن الدور التركي في الوساطة بينه وبين رئيس المجلس الأعلى للدولة.

• بوابة درنة :
الكارثة الطبيعية التي ضربت درنة ومدن الشرق الليبي شكلت فرصة أخرى لتسريع التقارب بين الطرفين، حيث أعلنت تركيا عن مساعدات مادية ولوجستية مهمة لإسعاف المتضررين، تبعها في أكتوبر 2023 وصول نائب وزير الخارجية التركي ” أحمد يلدز ” رفقة السفير التركي إلى ليبيا ” كنعان يلمز ” لمدينة بنغازي، وهو يرأس وفدا رفيع المستوى شارك في المؤتمر الدولي لإعادة الإعمار.

• تطبيع شامل:
وفي منتصف ديسمبر الماضي شكلت زيارة رئيس مجلس النواب، عقيلة صالح، إلى أنقرة حدثا سياسيا بارزا في العلاقات بين الطرفين، حيث التقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ورئيس البرلمان التركي نعمان قورتولموش، “وشدد على أن تركيا تدعم دائمًا الشعب الليبي” مشيرا إلى أن “الشركات التركية بشكل خاص أنجزت أعمالًا عظيمة في ليبيا” وأوضح صالح أنهم يريدون عودة الشركات التركية إلى ليبيا والبدء في أنشطة البناء وإعادة الإعمار هناك، وأعرب صالح عن شكره لتركيا بسبب المساعدات التي قدمتها لبلاده خلال كارثة الفيضانات مؤكدا بالقول: “تركيا لعبت دورا كبيرا في التعافي من آثار كارثة الفيضانات”.

• خط أنقرة – القاهرة :
ولعب التقارب التركي المصري المستمر بدوره منذ ثلاث سنوات، دورا مهما في التعجيل بإنهاء القطيعة بين تركيا و”الحكام” في الشرق الليبي، وتكررت هذه الفكرة في تصريحات الرئيسين التركي والمصري وكبار المسؤولين في البلدين في مختلف اللقاءات، وكانت المصالح الاقتصادية والأمنية المتبادلة هي المحدد الحاسم لعودة تركيا إلى المنطقة.

كُتب بواسطة Alaa Moe

Exit mobile version